الدكروري يكتب عن رسول الله خير قدوة وخير مثل

بقلم / محمـــد الدكـــروري

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على الهادي البشير، وعلى آله وصحبه أجمعين، فهو أكثر الأنبياء تبعا صلى الله عليه وسلم، وهو سيد الأولين والآخرين يوم القيامة صلى الله عليه وسلم، وهو أول شافع ومشفع صلى الله عليه وسلم، وهو مبشر الناس يوم يفزع إليه الأنبياء صلى الله عليه وسلم، وهو ما يوحى إليه في سجوده تحت العرش مما لم يفتح على غيره من قبل ومن بعد صلى الله عليه وسلم، ومنبره على حوضه صلى الله عليه وسلم، وهو صلي الله عليه وسلم الذي لما رأت السيدة حليمة السعدية ذلك الأثر من الشق الذي كان علي صدرة خافت على الصغير من أن يصيبه شيء، فاتخذت قرارا برده إلى أمه الحنون فرجع الصغير إلى أحضان أمه ترعاه وتحنو عليه.

فكان عندها حتى بلغ ست سنين لتتحرك عاطفة آمنة وشوقها إلى حيث توفي الزوج ويقطن الأهل فعزمت على السفر إلى يثرب فتحركت المطايا ومكثت شهرا في يثرب ليحين بعد ذلك وقت الرجوع وفي طريق السفر بين يثرب ومكة توقفت المطايا في مكان يحمل في طياته ذكرى لا تزال عالقة بذاكرة الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم حتى بعد النبوة، فمرّ صلي الله عليه وسلم يوما على قبر فانتهى إليه وجلس وجلس الناس حوله فجعل يحرك رأسه كالمخاطب، كما يروي ذلك بريدة رضي الله عنه ثم بكى بكاء لم يبكه من قبل فاستقبله عمر بن الخطاب فقال يا رسول الله ما يبكيك ؟ فقال صلي الله عليه وسلم “هذا قبر آمنة بنت وهب ” لقد توقفت المطايا في مكان يقال له الأبواء ليكون الصغير على موعد جديد مع اليتم وتؤخذ آمنة منه وتوارى بين ناظريه.

لينتقل الطفل باكيا إلى جده عبد المطلب، فاللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آل محمد الطيبين المخلصين الطاهرين وأصحابه الغر الميامين رضي الله عنهم بإحسان إلي يوم الدين، أما بعد لقد كان صلى الله عليه وسلم خير قدوة وخير مثل لأصحابه لذلك تعمَّق حبه في قلوبهم حتى كان يتمنى أحدهم أن يفدي رسول الله صلى الله عليه وسلم بروحه ولا يصاب صلى الله عليه وسلم بشوكة تؤذيه، هكذا عاش محمد النبي صلى الله عليه وسلم في وجدانهم وضمائرهم، فكان حب صحابته له دليلا أكيدا على صدقه، فما أحوجنا الآن إلى أن نعيد حب رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم إلى قلوبنا، فلا شك أن محبة الرسول صلى الله عليه وسلم واجبة لا يماري في ذلك أحد، ولكن أن تكون العاطفة فقط هي وحدها مظهر هذا الحب والولاء.

فهذا ما يحتاج منا إلى وقفة لأنه حب يعتريه النقص، وما أسهل انهياره أمام أول طوفان يقابله، فإن العظمة في سيرة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم لا حدود لها ولقد أثبت رسول الله صلى الله عليه وسلم أن القواعد المثالية الراقية التي جاءت في كتاب الله عز وجل ما هي إلا قواعد عملية قابلة للتطبيق، وأنها صالحة لتنظيم حياة البشر أجمعين، وأنها الدليل الواضح لمن أراد الهداية بصدق، كما كانت حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم ترجمة صادقة لكل أمر إلهي، وقد صدقت ووفقت أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها في وصف أخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قالت خُلق نبيِّ الله صلى الله عليه وسلم كان القرآن، فكان كل ذلك دليل على صدق نبوته وكمال رسالته.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *