علياء الهواري تكتب وحش الجزيرة الخضراء وملحمة النصر

كتبت علياء الهواري

مع مرور السنين نحتفل كل عام بذكرى انتصار حرب أكتوبر على العدو

وكل عام بأسرار جديدة واحداث وتفاصيل مترجمه من الوثائق العبرية وادله جديدة على نصر المصريين فى أكتوبر ١٩٧٣

قصة واقعية لبطل مصري سقط من ذاكرة التاريخ البطل “خيري زكي”

قصه بسيطة تحكي عن شباب أصدقاء قاموا بالحرب معا ومنهم من استشهد والآخر اخذ يحكي بطولات الشهيد للعالم اجمع بكل فخر وشجاعة

بعد فترة حضر شاب يدعى حسن يستند علي احد اشقائه فقد كان غير قادر علي السير وأسرع نحوه خيري يلومه علي حضوره فحسن منهك الجسد ويحتاج الي علاج وراحة طويلة في المنزل

الا ان حسن اجابه بأن محمد لم يكن مجرد صديق انما اكثر من ذلك بكثير واقل شئ ان يكون في عزائه

فأنحني خيري علي حسن وطلب منه ان يحكي له كل ما حدث لمحمد في سيناء

ووافق محمد علي ان يكون ذلك في وقت اخر

وبعد صلاه العشاء بفترة جلس خيري مع عمه في مدخل المنزل بعد ان انصرف كل المعزيين وشاركهم شقيقي محمد التوأم كريم ورجب اللذين لم يتجاوز عمرهما التاسعة بعد وكان خيري بمثابة الاخر الاكبر لهم

جلس الجميع صامتين مفكرين تائهين في ذكريات محمد فبينما العم وخيري لايستطيعون تقبل الصدمة وتصديقها

فإن التوأم كانا قد تجاوزا الصدمة بحكم صغر سنهما ولطف الله بهما

وصاح احدهم ببراءة وسذاجة سائلا توأمه

يعني احنا مش هنشوف محمد تاني؟

فرد الاخر

لا محمد عند ربنا دلوقت

فعلق الاول

لو معايا مسدس دلوقت كنت رحت وقتلت اللي قتلوا محمد

فصاح فيهم والدهم غاضبا بأن يصمتوا وان يدخلوا المنزل متمما بعبارات عدم تحمل سماع اي كلام

وقدر خيري ذلك وطيب خاطر التوأم قليلا وادخلهم للمنزل وكانت هذه المرة الاولي التي يدخل فيها المنزل منذ ان علم بالخبر

وطافت عينيه سريعا بين السيدات ذات الملابس السوداء والعيون الباكية لتتلاقي مع ابنة عمه التي جلست في احد الاركان وقد تكور جسدها داخل الملابس السوداء واحمرت عينيها من فرط البكاء

ثانية واحدة تلاقت فيها العيون دار فيها حوار طويل جدا

ففي تلك الثانية صبرها خيري واخبرها بانه معها وبجانبها وفي نفس الوقت طلبت منه العون والمساندة فيما هي فيه وبعد هذا الحوار أستدار خيري وخرج من باب المنزل ليجد عمه يهم بالدخول مرة اخري للمنزل طالبا الراحة وبعد فترة عاد خيري لمنزله ومدد جسده فوق السطح الرطب لسقف منزله فقد اراد ان يكون وحيدا بعيدا عن اهل منزله

واطلق عينيه الي السماء والي الانهائية في الفضاء واطلق لذكرياته العنان حتي نام من فرط الارهاق والتعب

مرت أيام العزاء بطيئة وثقيلة جدا علي خيري

وظهر التحسن تدريجيا علي حسن وبات قادرا علي الحركة بمفرده لكن زميله الاخر مصطفي كانت حالته اسوأ واضطر اهله الي ادخاله مستشفي الزقازيق العام

وبعد صلاة العشاء في احد الايام التقي خيري وحسن مصادفه وذكره خيري بطلبه واجابه حسن بالايجاب فسار الاثنان تجاه ضفة الترعة حيث جلسا فوق احد الصخور ومن خلفهم اضواء القرية الخافتة

وكان واضحا ان حسن غير مرحب جدا بهذا الحديث وكان خيري يعرف ذلك جيدا فهو حديث مؤلم ملئ بذكريات قاسية لكنه كان في شوق بالغ لمعرفة ما الذي حدث لمحمد بالتحديد

أشعل حسن سيجارة لنفسه ومد يده بسيجارة الي خيري لكن خيري رفضها بهدوء فهو يكره التدخين وحسن يعلم ذلك وكان لابد لاحدهما ان يفتتح الحوار المر القاسي والقي خيري بسؤاله عما حدث بالضبط

وبدأ حسن كلامه

انت عارف يا خيري ان الموضوع ده صعب عليا جدا ولولا اني عارف انك مش هتيسبني في حالي الا لما احكي لك ولولا اني عارف كويس جدا زي ما كل الناس عارفة ان محمد بالنسبة لك حاجة كبيرة جدا فصدقني مستحيل اني

كنت اوافق اني اقعد معاك هنا واحكي لك

اومأ بخيري رأسه لحسن شاكرا ومقدرا

واستكمل حسن

•انت كنت موجود لما الحكومة جت ولمتنا عشان نروح الجيش لمًونا في عربيات ورمونا في معسكر الزقازيق يومين وبعدها استلمنا الهدوم والجزم وبدأوا في توزيعنا علي الوحدات ..انا ومحمد كنا ضمن مجموعة من العساكر اللي اتجندت قبل كده وعندها خلفية عن الجيش وعشان كده سلمونا سلاح ووزعونا علي كتيبة كانت مسافرة لسينا والباقي وزعوهم علي وحدات تانية مختلفة وبعد يومين كنا في القطار رايحين سينا مع الكتيبة بتاعتنا ضمن لواء دبابات علي المحور الاوسط محمد كان تخصصه في المدفعية المضادة للطائرات لان ده سلاحه وانا كنت عسكري مراسلة لقائد الكتيبة .. يعني معاه في كل وقت واعمل له اللي هو عايزه يعني اغسل واكوي له هدومه وانظف له الخيمة والحاجات دي اللي العسكري المراسلة بيعملها بس المهم انه لو احتاجني في اي وقت لازم اكون قدامه في نفس اللحظة

وبدأنا نتحرك في الاول بالقطار وبعدين لما عدينا القنال علي كوبري الجيش نزلنا وركبنا العربيات المدرعة والدبابات

وكنت بشوف محمد علي فترات لما قائد الكتيبة بيمر يفتش علي الكتيبة

وسكت حسن ملتقطا انفاسه ومشعلا لنفسه سيجارة اخري ثم استكمل

• بعد تمركزنا لمده يومين في سينا وبعد ما حفرنا خنادق وجهزنا جت

لنا الاوامر بالتحرك لموقع اخر وخذ عندك اوامر بالشكل ده لمدة اسبوع كل يوم نروح حتة ويطلع عنينا حفر خنادق للعساكر وخنادق للدبابات وقبل ما ناخذ نفسنا ييجي لنا امر تاني بالتحرك لمكان تاني وهكذا لغاية لما الاعطال زادت في العربيات والدبابات بصورة كبيرة وحركتنا قلت جدا والعساكر كانت تعبانةجدا من المجهود

كان خيري ناظرا لمياه الترعة الراكدة وهو يتخيل ما يقوله حسن

وتجنب ان يقاطعه ويوقف استرساله في الحوار

واستكمل حسن يوم 5 يونيو المشئوم كنا عارفين ان المشير جاي سينا وكان المفروض انه هيزور الكتيبة عشان كده كنا جاهزين قبلها بيومين وغسلنا الدبابات والعربيات والمدافع وكله كان عال العال لاستقبال المشير لانه كان هيتعشي في قيادة اللواء .. لكن الصبح وبعد الفطار بفترة سمعنا في الراديو ان الحرب قامت

قاطعه خيري مضطرا مستفزا

• سمعتوا ان الحرب قامت؟؟ انتوا مش علي الجبهة برضه؟

حسن

ايوة احنا كنا علي الجبهة وسمعنا بخبر الحرب من اذاعة صوت العرب وعلي طول قائد الكتيبة بدأ يتحرك بسرعة وبدل ما الدبابات واقفة في طابور عرض للمشير رجعت الخنادق تاني وحطينا شبك التمويه فوقها .. وبعد دقائق بقينا جاهزين لاي اوامر وقائد الكتيبة اتصل بقيادة اللواء للاستفسار عن الاخبار وجه له التأكيد بأن الحرب فعلا قامت

خيري ازاي الحرب قامت من غير ما تحسوا؟

حسن

•الحرب بدأت الاول في الجو لما بدأوا يضربوا مطارتنا لكن عندنا علي الجبهة كانت الاحوال هادئة ومفيش اي حاجة .. لكن الساعة اتنين الظهر بدأنا نسمع صوت ضرب مدفعية جامد وقرب المغرب كان الضرب قرب جدا مننا

وصمت قليلا ليلتقط انفاسه ثم واصل

• احنا كانت مواقعنا في ظهر لواء مشاة مصري ومهمتنا حماية ظهره وتعزيزه وطوال الليل كان الضرب المدفعي شغال علي ودنه وعمال يقرب وبعد الفجر بشوية جت لنا اشارة ان الدبابات الاسرائيلية اخترقت دفاعات اللواء المصري وداخلة علينا فبدأنا نستعد وقائد الكتيبة ركب دبابة القيادة وكنت معاه وقتها شفت محمد واقف علي مدفعه زي الأسد وشاورت له وضحك لي واشار لي بعلامة النصر

صمت حسن قليلا .. وبدأ عليه الحزن اكثر فيما سيقوله وأستطرد

• وحوالي الساعة تسعة بدأنا نشوف تراب من ناحية الشرق وده معناه ان الدبابات الاسرائيلية جاية فأصدر قائد الكتيبة اوامره بحبس النيران اي عدم الضرب الا بأمر مباشر منه ومرت بينا دقايق صعبة جدا وبطيئة واحنا شايفين التراب بيقرب مننا .. وبعد شوية رصدنا الدبابات الاسرائيلية وكانت جاية ناحيتنا وعلي اقصي سرعة

وقعدت تقرب والقائد ساكت لغاية لحظة معينة أصدر امر الضرب .. وفجأه كل اسلحة الكتيبة فتحت النار حتي المدفعية الثقيلة ضربت مباشر علي الدبابات .. وبعد ثوان ملئ دخان اسود الخط الامامي عندنا من جراء الضرب بتاعنا ومكناش قادرين نشوف حاجة خالص واصدر القائد امر بوقف الضرب ..ولما الدخان راح لقينا حوالي عشر دبابات اسرائيلية محروقة وانسحب الباقي وفضلوا بعيد علي مسافة من خطوطنا .. خرجنا نهلل ونهتف وكنا فرحانين جدا وجري عدد من العساكر بتوعنا علي حطام الدبابات ورجعوا بعلم اسرائيلي وبقايا من مخلفات الدبابات كتذكار واهدوا القائد العلم الاسرائيلي وكانت معنوياتنا في السماء

تدخل خيري مستفسرا وهو مستغرب الوصف

⁃هي مش دي نفس الحرب اللي انهزمنا فيها .. ايه الكلام اللي بتقوله ده؟

حسن ما انا بحكي لك اللي حصل بالتفصيل أصل بعد ما كنا في قمة روحنا المعنوية وفرحتنا بالانتصار الاول لنا سمعت قائد الكتيبة وهو يصيح فزعا في اللاسلكي كان بيكلم قيادته وسمعته بيقول – ازاي ننسحب يا فندم انا محافظ علي الخط بتاعي وصديت هجوم مدرع للعدو واوضاعي كويسه انسحب ليه؟ دي كانت اول مرة اسمع كلمة الانسحاب واضطر قائد الكتيبة طبعا لتنفيذ الامر وبدأنا نسيب مواقعنا الدفاعية بسرعة ونرجع تجاه خط الدفاع التاني لكن بمجرد ما بدأنا نتحرك بدأ الطيران الاسرائيلي في الضرب علينا .. فأصدر قائد الكتيبة امر لمجموعة الدفاع الجوي اللي محمد واحد منها بالانتشار علي جانبي الطريق وانها تضرب علي الطيران الاسرائيلي في الوقت اللي احنا بننسحب فيه

وفعلا بدأوا يضربوا علي الطيارات وقدروا يطفشوا الطيارات بسبب ضربهم الدقيق

لكن بعد شوية جت غارة تانية

واخذ حسن نفسا عميق من سيجارته

• جت طيارات اسرائيلية تانية والمرة دي كانت جاية لضرب المدفعية المضادة للطيارات وبدأت المدافع تنضرب الواحد ورا التاني وكان اليهود بيستخدموا قنابل بتعمل نار رهيبة لدرجه انها بتسيح الحديد والواحد مبيقاش قادر يقرب منها ولما سئلت ضابط معانا قال لي دي قنابل نابالم وانها محرمة

خيري

⁃ يعني ايه محرمة!

حسن

• يعني الجيوش ممنوع تستخدمها لانها بتسبب دمار واسع جدا وممكن تصيب مدنيين كمان عشان كده القوانين الدولية حرمت القنابل دي

خيري

⁃يا ولاد الكلب .. طب وليه اليهود بيستخدموها؟

حسن

•عشان دول ناس معندهومش دين او اخلاق او ضمير

خيري

⁃وبعدين ايه اللي حصل؟

حسن

•مدافع الكتيبة بدأت تنضرب واحد ورا التاني لحد مبقاش فاضل

الا مدفع محمد ومدفع تاني جنبه الطيارات الاسرائيلية كانت كتير

والواحدة وراها واحدة وكان واضح ان المدفعين مش هيقدروا يعملوا حاجة عشان كده قائد الكتيبة قال لهم يسيبوا المدافع

لكن محدش منهم اتحرك وفضلوا يضربوا علي الطيارات وفعلا اصابوا اتنين

انا كنت شايف اللي بيحصل وعمال

ادعي لمحمد وزملائه من كل قلبي .. وانضرب المدفع التاني وساح رجالته وسط الحديد قدامنا في لحظة كان منظر بشع يا خيري مهما وصفت لك مش هتقدر تتخيل منظر زميل لك وهو بيسيح في النار وفضل مدفع محمد دقايق بيضرب حتي انضرب هو كمان وسكت للابد واستشهد كل من عليه

نظر حسن تجاه خيري المحدق في

المياه الراكدة ودموعه تنساب في صمت

وفضل حسن ان يتركه في هدوء وينصرف الا ان خيري امسك بيده وطلب منه ان يستمر في سرده

كانت نظرات خيري لا تدع امام حسن سوي ان يجيب له طلبه

فأستطرد حسن

• بعد ضرب كل مدفعيتنا المضاده للطيارات .. بدأ الطيران الاسرائيلي يتسلي علي عربياتنا ودبابتنا

واي حاجة بتتحرك وفعلا قرب المغرب كان كل دبابتنا وعربيتنا تدمرت تقريبا وكان امامنا طريق طويل جدا وكملنا بقية الطريق علي الرجلين .. في الاول كنا كتير حوالي فوق الخمسمائة واحد ومعنا ضباط كتير لكن مع مرور الوقت كل جماعة مشيت في طريق واتفرقنا .. كنا بنمشي بليل ونستخبي الصبح عشان

الهليكوبتر الاسرائيلي كان بيصطاد اي عسكري في الصحراء سواء معاه سلاح او اعزل

خيري مستنكرا

⁃ ازاي كده ..طب العساكر العزل يقتلوا ليه؟ ده حرام دي كده مش حرب ده ذبح

حسن باسما بأسي

• حرام ايه بس يا خيري دول ناس متعرفش ربنا

المهم بعد يومين كانت المجموعة بتاعتي فضل منها حوالي عشرين عسكري

ومكنش معانا مياه او اكل وكان واضح ان الطريق لسه طويل وكان قائدنا ملازم لسه حديث التخرج وكان خايف جدا ومرتبك

الملازم ده رغم انه صغير لكنه كان متعلم الا انه عرف يقودنا عن طريق اتجاه النجوم تجاه الغرب وقرب القنال تقابلنا مع مجموعة راجعة من شرم الشيخ وكان بينهم مصطفي

وكانت حالتهم سيئة زينا كده وبعد كده بيوم قابلنا مجموعة بدو شربونا واكلونا وكانوا اخر كرم معانا

وبسبب لطف ربنا بينا ولولا الناس دول كنا متنا بالتأكيد لانهم قالوا لنا علي طريق للقنال بعيد عن اليهود وكمان طريق كام بير ميه في الطريق وبعد ثلاث ايام تانية قدرنا نوصل للقناة ونشوف

عساكرنا الناحية التانية قرب السويس وعدينا القنال في مراكب صيد صغيرة علي دفعات والباقي انت عارفه رجعنا البلد وانت قابلتنا

خيري

⁃ياااه يا حسن دا انت شوفت الويل

حسن

• احنا شفنا الموت بعننينا في كل لحظة طيارة اسرائيلية تطير بالقرب مننا او نسمع صوت جنزير دبابة الموت يا خيري

كان حولنا في كل حتة كان زملائنا بيموتوا من حولنا عشان عطشانين او مصابين واحنا مش قادرين نعمل لهم حاجة فيه لحظات تمنيت اني اموت لاننا كنا مرعوبين من اننا نتمسك ونبقي أسري

خيري

⁃ ليه؟

حسن

• انت مش عارف الاسري بيحصل فيهم ايه؟ دول بيمشوا فوقهم بالدبابات ويدهسوهم بلا رحمة او

بيضربوهم بالنار ويدفنوهم في مقابر جماعية

خيري منتفضا في رعب

⁃ازاي كده.. دي مش حرب.. يارب رحمتك بينا يارب

حسن

•القصص اللي سمعناها في الطريق من العساكر اللي كنا بنقابلهم تشيب الواحد من اللي شافوه فيه عساكر حكت لنا ان زملائهم ماتوا بعد ما استسلموا علي طول لان اليهود مكنوش

عايزين يتعطلوا فكانوا بيضربوا الاسري بالنار

أطرق خيري رأسه ووضعها بين راحتي يده وغاص في تفكير عميق وصور له عقله تلك المشاهد التي وصفها حسن وأنسحب حسن بهدوء تاركا خيري في تفكيره العميق غارقا في تصوراته وقد ترقرقت الدموع في عينيه تأبي ان تنساب

مر وقت لم يحسبه خيري وهو جالس ينظر

للمياه الراكدة وعقله يعمل بلا توقف

كان عقله يبحث عن حل لمشكلة اساسية تؤرقه بشدة الا وهي كيف يكون مسار حياته بعد استشهاد محمد؟

كيف يعيش وكيف يمارس حياته بصورة طبيعية؟

كان تفكيره يلح عليه في ان الموت حق علينا وان ما حدث يمكن ان يحدث لاي فرد في العالم كله ورغم ذلك فأن حياة اي فرد

لم ولن تتوقف بوفاة شخص عزيز لديه

لكن في نفس الوقت كان عقله يعود ويرفض تلك الفكرة بصورة غريبة حيرت خيري نفسه

فقد كان الصراع شديدا داخله وهذا الصراع استمر داخله عدة اسابيع تالية

فقد تغيرت حالة خيري طوال الايام والاسابيع التالية وصار اكثر عزوفا عن الناس وعن الاكل وعن التحدث

ورغم

ان عجلة الحياة استمرت داخل القرية ولم تتوقف الا ان خيري كان متوقفا عن فعل اي شئ حتي منزل عمه فقد دبت فيه الحياة مرة اخري وهو امر طبيعي ان تعود الحياة لطبيعتها

فمن لطف الله بعباده ان المصيبة هي الشئ الوحيد الذي يولد كبيرا ويصغر مع الوقت حتي يتلاشي مع مرور الوقت ويصبح كأنه لم

يكن لم يكن احدا في القرية سواء عجوزا او شابا او طفلا الا وكان مشفق علي حال خيري الذي ساء بقدر كبير وكانت عصبيته ظاهرة عليه في اي حوار يحاول فيه اي فرد ان يعيده الي صوابه

فقد كان لديه اعتراض علي اي شئ وكل شئ ولم يكن احدا يعرف فيما يفكر في تلك الساعات الطويلة التي يقضيها علي ضفة

الترعة ينظر الي المياة الراكدة

وكان عمه يعمل جاهدا لمساعدته في الخروج من ازمته عن طريق دفعه دفعا الي العمل.. لكن خيري كان متمردا علي نصائح عمه رافضا توسلات والدته او شقيقتيه في ان يأكل كميات اكثر مما يأكله لكي يستطيع ان يعيش

لكن المأكل والمشرب بالنسبة له اصبح مجرد واجب يقوم به

لمجرد ان يعيش ولو استطاع الاستغناء عنهم ما تردد لحظة

كان لديه احساس كبير جدا لا يستطيع ان يقاومه بأن الله قد اختار له مسار في اخر في حياته وان استشهاد محمد ما هي الا نقطة تحول كبيرة في حياته لكن الذي حيره واقلقه جدا هو انه لا يعرف ما هو المسار؟

لذلك فقد اصبح عصبيا مفكرا اكثر من اي وقت اخر ويميل الي العزلة والوحدة لاكثر وقت ممكن .

يجب على كل مصري عربي نشر تلك الحكايات لانها روايات ابطال من عظمه التاريخ من دافعوا عن الارض والعرض من قاموا بتحرير مصر من قاموا بإعادة كرامه كل مصري من قاموا بقهر كل عدو يجب ان يعلم كل الأجيال ما حدث بالحرب بالتفصيل الدقيق مرارا وتكرار لخلق روح الوطنيه للحفاظ على ارضنا التى جاهد الكثير من الابطال للحفاظ عليها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *