الدكروري يكتب عن الحقيقة بنت البحث

بقلم محمـــد الدكـــروري

الحمد لله رب العالمين الأول والأخر والظاهر والباطن وهو بكل شي عليم واشهد ان لا اله إلا الله

وحده لا شريك له واشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم،

إن البلاء كل البلاء أن نتخيل وجود الحق والخير، والنفع والفضيلة في الجديد فقط لأن عليه طلاء الجدة،

ورواء الحداثة، وصفة العصرنة، ونقول لدعاة التجديد والتطوير إن الجديد الذي نقضتم القديم لأجله اليوم،

هو ذاته سيغدو قديما عن قريب، ولسوف يناله منكم ما نال صاحبه قبلا من الاتهام والتهديم،

وهذا تماما ما كشفته قابلات الأيام، مما يؤكد أن آراءكم في الجديد لم تطبخ جيدا، فهي آراء فطيرة،

لا سناد لها، ولا دعامة، ولكن نقول لا مانع من قبول الجديد، واعتناقه إذا غلب على ظننا، أو رجح عندنا صلاحيته، ونفعه.

 

وأخذنا به لا ينبغي أن يناقض التمسك بالقديم، الصالح، بل هو في بعض حالاته امتداد للقديم، وتثبيت لجذوره،

وقيل في المثل العربي ” الحقيقة بنت البحث ” ولا شك أن الغوص في معاني الأمور، ومحاولة إدراك حقائقها

من الأهمية بمكان والحق الذي لا أشك فيه أن هذا المبدأ لا يقصد جل من يقوله نسأل الله لنا ولهم الهداية إلا خلاف الحق وتفريغ الإسلام من محتواه الاعتقادي وإبعاد المسلمين عن منهج الله القويم وصراطه المستقيم، إلى أن ينتقلوا بمن يتأثر بأطروحاتهم تلك إلى إثبات مبدأ الإخاء الديني وقد كان، فتختلط الأمور، ويصبح الأمر فيه إختلاط، ويطمع الطامعون في إسقاط المسلمين بمزالق عقديةالحمد  خطيرة تحت مظلة التقارب الديني أوالتعايش مع الآخر أو نبذ الشك والارتياب بالآخرين.

ويصبح من تأثر من المسلمين بتلك الأطر ولهذا فهل يليق بنا السكوت والتعامي عن مراد هؤلاء المنحرفين بحجة أن هذا المبدأ في جملته صحيح؟ فإن الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم جديرا بأن تقدم للعالم سيرته العطرة الطيبة حتى لا يطمسها الحاقدون عليه وعلى دعوته صلى الله عليه وسلم التي جاء بها لينشر في العالم الحب والسلام؟ وإن الوثائق الحقيقية التي بين أيدينا عن رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم ندر أن نجد مثلها، ألا ما أحوجنا أن نرجع من جديد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لنسير على دربه، فوالله لا سعادة لنا ولا نجاة في الدنيا والآخرة إلا إذا عدنا من جديد إليه وسرنا على نفس الدرب الذي سار عليه، ورددنا مع السابقين الأولين الصادقين قولتهم الخالدة.

 

كما جاء فى سورة البقرة ” سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير” وعلينا أن نجعل حياة الرسول صلى الله عليه وسلم نموذجا عمليا تطبيقيا في حياتنا اليومية، إذا كنا نريد الفلاح والنجاح في الدنيا والآخرة، لنفوز بسعادة العاجل والآجل، فقد تجلت رحمته صلى الله عليه وسلم في الكثير والكثير من المظاهر والمواقف، وإنك لتعجب اليوم إذا وجدت بعض الناس ربما حسّن خُلقَه مع أصحابه مع أصدقائه مع زملائه في عمل فإذا نظرت إلى تعامله مع زوجته مع أبنائه وبناته أو ربما مع أمه وأبيه لوجدته لا يحُسن خلقَه ولا يتحمل الأذى ولا يرفق ولا يحلم ولا يكظم غيظه كما يفعل إذا خالط أصدقاءه أو زملاءه وهو يسمع قول رسول الله صلي الله عليه وسلم وهو يقول في الحديث الشريف ” خيركم خيركم لأهله” فأولى الناس بحسن الخلق هم أهلك الذين تعيش معهم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *