في خطوة أثارت الكثير من الجدل والاهتمام وتحدث عنها نتنياهو منذ يومين مع اهالى الاسرى ، عن صفقة تبادل أسرى بين القيادات الفلسطينيه وإسرائيل، شهدت إطلاق سراح عدد من الأسرى اليهود لدى حماس مقابل إعلان عن وقف إطلاق النار
وقد تم الإعلان عن الصفقة في توقيت رمزي وحساس، يتزامن مع احتفالات اليهود بعيد الحانوكا، الذي يرمز إلى الأمل والحرية.
يُعتبر عيد الحانوكا، الذي يحتفل به اليهود في أواخر شهر ديسمبر، من أعيادهم الكبرى التي تحمل رمزية عميقة. يحيي اليهود ذكرى انتصار المكابيين على الجيش السوري في القرن الثاني قبل الميلاد، وتحريرهم لهيكل القدس. يتميز هذا العيد بإشعال شمعة جديدة في كل ليلة من لياليه الثمانية، تذكيرًا بمعجزة وقعت عندما استمر الزيت القليل في الهيكل للإضاءة لمدة ثمانية أيام. ومن هنا، يرتبط عيد الحانوكا بشكل وثيق بمفاهيم الحرية والنور في أوقات الظلام، ما يعطي صفقة تبادل الأسرى التي يسعى لها نتنياه. في هذا التوقيت بُعدًا رمزيًا وإنسانيًا عميقًا.
تأتي هذه الصفقة في وقت حساس حيث تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل ليس بالأمر الجديد، لكنه يحدث في توقيت استثنائي، حيث يشكل عيد الحانوكا نقطة انطلاق للأمل من وجهه نظر حكومه الاحتلال على الرغم من القضايا السياسية الشائكة التي ما زالت قائمة، فإن هذه الصفقة تمثل فوزًا معنويًا لبعض الأسرى وعائلاتهم فى فلسطين المحتله ، الذين انتظروا طويلاً لحظة الحرية. البعض يرى فيها خطوة نحو فتح قنوات جديدة للتفاوض بين الطرفين، في حين يعتبرها آخرون مجرد إجراء تكتيكي.
فيما يتعلق بالعواقب السياسية لهذه الصفقة، يبقى هناك الكثير من التساؤلات حول تأثيراتها على التوازنات الإقليمية والمحلية. الصفقة التي تشمل إطلاق سراح عدد من أسرى الاحتلال قد تكون بمثابة جسر للتواصل أو تجديد دائرة التوتر بين الأطراف. البعض يرى أن هذه الصفقة يمكن أن تساهم في تهدئة الأوضاع وتحسين العلاقات بشكل مؤقت، بينما يتخوف آخرون من أنها قد تعزز الانقسامات الحالية وتزيد من تعقيد المفاوضات المستقبلية.
العديد من المراقبين يتساءلون عن النوايا الحقيقية وراء هذه الصفقة، خاصة مع تأكيدات من بعض الأطراف أن هناك “عطورات سياسية” قد تكون وراء هذه المبادرة، ما يعكس تباينًا في الآراء بين المؤيدين والمعارضين لخطوات حماس في هذا الإطار.
تعد صفقة تبادل الأسرى في عيد الحانوكا نقطة مفصلية في تاريخ العلاقات الفلسطينية-الإسرائيلية، حيث يجتمع فيها الرمزية الدينية والسياسية. وبينما يسعى البعض لرؤية في هذه الخطوة بداية جديدة للتفاهمات، يظل الملف الفلسطيني الإسرائيلي مشحونًا بالتحديات، والتساؤلات حول مصير أحداث فلسطين الان ووقف إطلاق النار اما زالت قائمة. في الوقت الذي يعيد فيه عيد الحانوكا الأمل لأتباعه، تبقى العيون مشدودة إلى ما ستؤول إليه تبعات هذه الصفقة، التي قد تكون بداية لمرحلة جديدة أو مجرد فصل آخر في صراع طويل.