بقلم سعاد خفاجي
في مسيرتنا الحياتية، نمر بتجارب متنوعة، بعضها يكون له أثر مؤلم على أرواحنا. من هذه التجارب، الظلم، وهو التجربة التي تدفعنا لمراجعة نفوسنا ومواقفنا، وتدعونا للتفكير في أعمق معاني الثقة بالله عز وجل.
عندما يتعرض الإنسان للظلم، تكون ردة الفعل الطبيعية هي الشعور بالغضب والاستياء، وقد يصل الأمر إلى الدعاء على من ظلمنا. لكن مع مرور الوقت، يبدأ الإنسان في استيعاب الدروس التي تأتي مع هذه التجارب الصعبة. أدركت أن الدعاء لنفسي بالنجاح والصلاح هو السلاح الأقوى والسبيل الصحيح لمواجهة الظلم. لقد تعلمت أن الغضب لا يجلب سوى الألم، بينما الاستغفار والدعاء يأتيان بالسلام الداخلي.
لا ينتهي الظلم من هذا العالم، ولكن الأهم من ذلك هو فهمنا أن الله سبحانه وتعالى يعلم من هو مظلوم ومن هو ظالم. هذا اليقين والثقة بالله يجعلانا نرى المستقبل بتفاؤل ويدفعانا للعمل على تحقيق أهدافنا وأحلامنا. تعلمت أن الظلم قد يكون دافعًا للتغيير والنمو، وأنه يمكننا استخدام تجاربنا المؤلمة كفرصة للتطور الشخصي.
من أجمل ما تعلمته في هذا السياق هو ما سمعته من الباحثة في الدراسات الإسلامية والإعلامية دينا عامر، حيث قالت في لقاءاتها إن ستر الله ودعمه يأتيان من الدعاء للنفس بالنجاح والتقدم، وليس من التركيز على الدعاء على من ظلمنا. هذا المفهوم أضاف بُعدًا جديدًا لتجربتي، حيث بدأت أرى الظلم كوسيلة لتقوية إيماني ورفع روحي.
اليوم، يقف قلبي مملوءًا بالشكر لمن ظلموني، لأنهم كانوا سببًا في مروري بمراحل تأملت فيها نعم الله وفهمت معاني الثقة به. لقد أدركت أن الدعاء بالنجاح والصلاح هو السبيل الذي يريده الله منا. بدلاً من أن أستسلم للغضب، اخترت أن أكون ممتنًا لتلك التجارب التي علمتني الكثير عن نفسي وعن الحياة.
الحكمة التي خرجت بها من هذه التجربة هي: «كلما ظلمك أحد، اجعل الدعاء لنفسك بالنجاح والصلاح سلمك للارتقاء، وثق بأن الله لا ينسى حقوق المظلومين». هذه الكلمات أصبحت دليلي في الحياة؛ فهي تذكرني بأن الأمل دائمًا موجود، وأن الإيمان هو ما يحدد كيفية مواجهتنا لتحديات الحياة.
في النهاية، يمكننا أن نرى أن الظلم ليس نهاية الطريق، بل قد يكون بداية جديدة. لذلك، دعونا نُعطي لأنفسنا الفرصة للنمو والتعلم، ولنستمر في الدعاء لأنفسنا بالنجاح والتقدم، فهذه هي الطريقة التي تجعلنا أقوى وأفضل.