الحمد لله غافر الذنب قابل التوب شديد العقاب ذي الطول لااله الا هو و اليه المصير، الحمد لله الذي يقول للشئ كن فيكون وبرحمته نجى موسى وقومه من فرعون، الحمد لله الذي كان نعم المجيب لنوح لما دعاه و برحمته كشف الضر عن يونس اذ ناداه، وأشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله،صلى الله وسلم وبارك عليه ما ذكره الذاكرون الأبرار، وصلى الله و سلم وبارك عليه ما تعاقب الليل والنهار، ونسأل الله تعالى أن يجعلنا من أمته وأن يحشرنا يوم القيامة في زمرته ثم أما بعد إن من الوسائل الجالبة للمحبة في الله بين المؤمنين هو إخبار من تحب أنك تحبه في الله، وإفشاء السلام والهدية، وتخوّل الزيارة، والقصد في الحب والبغض، والحرص على الطاعة وترك المعصية.
وأن تكون المحبة مقرونة بالإيمان، وسلامة الصدر وإتساعه عند إختلاف وجهات النظر وعدم الحسد وتمني الخير له والعمل على تأمينه له، أن تكون المحبة خالصة لا يشوبها مصلحة ذاتية ولا منفعة شخصية، وحسن الظن والإغضاء عن الهفوات وتقبل النصيحة والتواصي بها، وصيانة عرض المسلم، وحفظ العهد والدعاء له ولأهله حاضرا أو غائبا حيا أو ميتا وإظهار الإهتمام به والمشي في حاجته، والسؤال عنه، والإجتماع على خير وهدى، وإن طريق النجاة هو التمسك بكتاب الله تعالى وسنة نبيه المصطفي محمد صلى الله عليه وسلم، ولا يتم ذلك إلا بالبعد عن البدع والخرافات، ولقد ذم الله تعالى الطرق المنحرفة المبتدعة التي جعلت المؤمنين شيعا وأحزابا وشتت شملهم، فقال الله عز وجل كما جاء في سورة الأنعام.
” إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء إنما أمرهم إلي الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون” فإن البدع مُبعدة عن الله تعالي، ومقربة من الشيطان، ومفرقة لصفوف المسلمين، ومحبطة للأعمال، والشيطان نعوذ بالله منه أفرح بصاحب البدعة من صاحب المعصية لأن المبتدع يرى أنه على صواب وأن غيره على خطأ، والعاصي يرى أنه على خطأ ويستغفر الله ولا يدعوا غيره إلى معصيته في الغالب، وإنما كانت البدع مردودة على من عملها، لأن إحداث البدع يفهم منه أن الله سبحانه وتعالي لم يكمل الدين لهذه الأمة وأن الرسول المصطفي صلى الله عليه وسلم لم يبلغ عن ربه ما ينبغي للأمة أن تعمل به مما يقربها إلى الله، وحاشاه صلوات الله وسلامه عليه عن ذلك وهو الوصوف لقول الله عز وجل في سورة التوبة.
” لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم” ويقول الله سبحانه وتعالي “إن عدة الشهور عند الله اثني عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السموات والأرض منها أربع حرم ذلك الدين القيم” وإن الأشهر الحرم هي رجب وذو القعده وذو الحجه والمحرم، وقيل والله أعلم إن ثواب الطاعه مضاعف في الشهر الحرام لأن الحسنه الواحده في سائر الشهور بعشرة أمثالها فيقول الله سبحانه وتعالي “من جاء بالحسنه فله عشر أمثالها” ولكن قيل والله أعلم أيضا أن في رجب بسبعين، وفي شعبان بسبعمائة وفي رمضان بألف” فاللهم احفظنا بالإسلام قائمين وقاعدين وراقدين ولا تشمت بنا الأعداء ولا الحاسدين يا أرحم الراحمين، أقول ما سمعتم وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم من كل ذنب وخطيئة فإستغفروا ربكم إنه غفور رحيم.