لماذا خص الله عز وجل هذه الأمة بنفحات
بقلم محمد الدكروري
الحمد لله رب العالمين، اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد لقد صح عن رسول الله صلي الله عليه وسلم أنه قال ” ما من يوم يصبح فيه الناس إلا وينزل فيه ملكان أحدهما يقول اللهم أعط منفقا خلفا، والثاني يقول اللهم أعط ممسكا تلفا” فالبخل عاقبته وخيمة والصدقات والإنفاق في وجوه الخير عاقبتها حميدة، فالخلف من الله والبركة والأجر العظيم كما قال ” وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرزاقين ” ويقول الله جل وعلا فيما رواه نبيه عنه يقول الله سبحانه يا ابن آدم أنفق أنفق عليك، والنبي صلي الله عليه وسلم يقول تصدقوا، ويقول لهم إن على كل سلامى صدقة
وعلى كل سلامى منكم صدقة، يعني كل مفصل، فقالوا يا رسول الله فإن لم يجد ما عنده مال يتصدق، قال يعمل بيده فينفع نفسه ويتصدق يعمل بيده يكتسب فينفع نفسه ويتصدق، هكذا المؤمن يعمل في المكاسب الطيبة المباحة في التجارة في الزراعة في النجارة في الحدادة في أي صنعة مباحة تنفع الناس يأكل منها وينفق منها، ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ” إن لله في أيام الدهر نفحات فتعرضوا لها، فلعل أحدكم أن تصيبه نفحة فلا يشقى بعدها أبدا” رواه الطبراني، ولو نظرنا إلى أعمار الأمم السابقة، لوجدنا أنهم كانوا يعيشون المئات بل الآلاف من السنين ، فهذا نبى الله نوح عليه السلام لبث في قومه تسعمائة وخمسون سنة، فكانت مدة بعثة نبى الله نوح عليه السلام ألف إلا خمسين سنة، وعاش قبل البعثة فترة وبعد الطوفان فترة، يعني أكثر من ألف عام، فلو قارنت عمرك وحسبت صلاتك.
وصومك وزكاتك وجميع أعمالك في عمرك الذي يتراوح بين الستين والسبعين، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم” أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين، وأقلهم من يجوز ذلك” فكم تكون أعمالك بين هذه الأعمار المديدة؟ وقد أخبرنا صلى الله عليه وسلم بذلك، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال “خلق الله آدم وطوله ستون ذراعا، وعرضه سبعة أذرع، فلم يزل الخلق ينقص حتى الآن” فالله زاد الأمم الماضية بسطة في الجسم والعمر، وما زال الخلق يقصر طولا وعرضا وعمرا حتى الآن، لذلك خص الله عز وجل هذه الأمة بنفحات، تتمثل في أوقات قليلة تشمل فضائل ورحمات غزيرة حتى تلحق هذه الأمة غيرها من الأمم، في الأجر والفضل والثواب، ومنها كثرة الأجر مع قلة العمل وقصر الوقت، فعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال.
“مثلكم ومثل أهل الكتابين كمثل رجل استأجر أجيرا فقال من يعمل لي غدوة إلى نصف النهار على قيراط؟ فعملت اليهود، ثم قال من يعمل لي من نصف النهار إلى صلاة العصر على قيراط؟ فعملت النصارى، ثم قال من يعمل لي من صلاة العصر إلى أن تغيب الشمس على قيراطين؟ فأنتم هم، فغضبت اليهود والنصارى وقالوا ما لنا أكثر عملا وأقل أجراً؟ قال هل نقصتكم من حقكم شيئا؟ قالوا لا، قال ذلك فضلي أوتيه من أشاء” فمضاعفة الأجر مع قلة العمل وقصر الوقت، خصوصية لأمة محمد صلى الله عليه وسلم، وأيضا أن ليلة القدر تعدل ألف شهر، فقد قال ابن كثير في تفسيره عن مجاهد أن النبي صلى الله عليه وسلم، ذكر رجلا من بني إسرائيل لبس السلاح في سبيل الله ألف شهر، قال فعجب المسلمون من ذلك، قال فأنزل الله عز وجل ” إنا أنزلناه فى ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر”
وهى التي لبس ذلك الرجل السلاح في سبيل الله ألف شهر، فليلة واحدة خير من عبادة ثلاثة وثمانون سنة من الأمم الماضية، فما بالك لو صادفتك ليلة القدر عشرين سنة وذلك علي سبيل المثال، فاللهم إنا نسألك رضاك والجنة، ونعوذ بك من سخطك والنار، ونسألك الجنة وما قرب إليها من قول وعمل، ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول وعمل، برحمتك يا أرحم الراحمين.
Share this content:


