حوار عائشة عبدالرحيم
قال السفير كمال حسن علي والأمين العام المساعد السابق لجامعة الدول لعربية،وانهمرت الدموع على وجه، لما يحدث لبلده دولة السودان، وخوفه الشديد عليها، باكيا: الجميع يعلم ما تعرضت له دولة السودان منذ الخامس عشر من أبريل 2023 من مخطط تآمري كبير إثر تمرد مليشيا الدعم السريع على الدولة، والحرب الشاملة التي شنتها هذه الميليشيا على الشعب السوداني وما أعملته في البلاد من قتل ونهب وإغتصاب وتدمير.
مؤكدا على أن منذ ذلك التاريخ ظلت هذه الميليشيا البربرية تمارس في الشعب السوداني وممتلكاته ومقدراته أسوأ الممارسات، وترتكب في حقه ما لم يفعله التتار في بغداد، وما لم نقرأه في كتب التاريخ حديثه وجديده، مشيرا إلى أن هذه الميليشيا المتمردة ارتكتبت انتهاكات فظيعة وجرائم بشعة ضد الشعب السوداني بكامل فئاته .
مبيان أن ما يزيد عن خمسة أشهر مرت منذ بداية التمرد في الخامس عشر من أبريل والميليشيا سادرة في حملة تدمير ممنهجة تستهدف مؤسسات الدولة ومرافقها وهياكلها الاقتصادية والخدمية،ودمروا المستشفيات ومرافق الخدمات ومنازل المواطنين ودور المتاحف ومراكز الثقافة والوثائق التاريخية، وتسببوا في فقدان الآلاف من الأرواح ووسائل العيش وتدمير الأصول الانتاجية وتعطيل سلاسل التوريد والبنيه التحتية .
وأوضح الأمين العام المساعد، أن دولة السودان تتعرض إلى محنة إنسانية كبرى،حيث يتعرض الآلاف من المواطنين السودانيين المحتجزين والمختطفين والأسرى لدى الميليشيا تحتفظ بهم كدروع بشرية في مراكز اعتقال جماعي تفتقر الى أبسط مقومات الحد الأدنى وأساسيات التعامل الإنساني اللازم توفرها في مثل هذه الحالات .
قائلا: إن الغالبية العظمى من هؤلاء المحتجزين والأسرى هم من المدنيين الأبرياء ولم يكونوا مقاتلين،بعضهم اختطف من منازلهم وآخرون كانوا بمجرد الصدفة أو الحظ العاثر في مناطق دارت فيها اشتباكات أو تلك التي تقيم فيها المليشيا نقاطا للتفتيش، وتستخدم الميليشيا هؤلاء المحتجزين والأسري دروعا بشرية بينما تعرضهم للتجويع والحرمان من العلاج فضلا عن التعذيب الجسدي والنفسي وبعضهم قد قضى نحبه جوعا ونقصا في الأدوية والعلاج وأخرون جراء التعذيب الجسدي الوحشي.
وأضاف السفير كمال أن جرائم الميليشيا المتمردة تسببت في إنهاك وتدمير النظام الاقتصادي في البلاد بشكل غير مسبوق من حيث تدهور البنيه التحتية وانهيار بيئة الاقتصاد الكلي، وزيادة نسبة التضخم مؤخرا مما أدى الى ارتفاع الاسعار وندرة السلع بعد أن تم تدمير المصانع ووسائل الإنتاج المختلفة التي تعود ملكيتها للمواطنين السودانيين.
وقال انه يوجد دراسة تفيد قامت بها “مجموعة العمل الفنية الاتحادية والمجموعات الولائية”في السودان بالتعاون مع بعض الوكالات المتخصصة، أن حوالي 20.3 مليون شخص يمثلون 40% من جملة السكان تقريبا، هم حاليا في وضع الأزمة او وضع الطواريء، منهم حوالي 8.6 مليون شخص يحتاجون الى إجراءات عاجلة لإنقاذ حياتهم وسبل عيشهم،وحوالي 13 ألف شخص تم قتلهم في يوم واحد في مدينة تشاد على أيدي المتمردين .
حيث أدت جرائم واعتداءات الميليشيا في كل من الخرطوم ودارفور الكبرى وكردفان الكبرى، الى نزوح ما يقدر بحوالي 2.6 مليون شخص ولجوء حوالي 740 ألف الى دول الجوار .
وأكد الأمين العام المساعد السابق للجامعة العربية السفير كمال حسن علي، أن الجامعة العربية برئاسة الدكتور أحمد ابوالغيط، عقدت إجتماع استثنائي للاتحادات العربية لمساندة مبادرة “نبض العرب” الهادفة لدعم السودانيين المتأثرين بالحرب، بمشاركة عددٍ من الرؤساء والأمناء العامين للاتحادات العربية النوعية المتخصصة، والمهتمين بالعمل الإنساني والاجتماعي في المنطقة العربية،مؤكدا على أن مبادرة “نبض العرب” برئاسة رئيس الوزراء المصري الأسبق الدكتور عصام شرف، هي دعم اللاجئين السودانيين بمصر.
مضيفا: “بدأنا بمجموعة من أبناء السودان والأشقاء في مصر لمساعدة الشعب السوداني”، معربا عن الشكر لجامعة الدول العربية والأمين العام أحمد أبو الغيط لرعايته لهذه المبادرة.
وأكد على أهمية هذه المبادرة من أجل تقديم الدعم المعنوي والنفسي وتوفير الغذاء والمعونات الطبية والإنسانية للاجئين السودانيين، مثمنا جهود المنظمات التي قدمت الدعم للشعب السوداني، ومنهم الهلال الأحمر ومنظمة الصحة العالمية.
وتحدث السفير كمال باكيا، قائلا : من ضمن الكوارث التي نمر بها أن حوالي 122 مواطن سوداني حاليا في مصر مرضى كلى يحتاجون الى علاج أسبوعيا وتكلفة العلاج حوالي يصل من 5 الى 10 آلاف جنيها،كان بيتم معالجتهم في السودان مجانيا،بخلاف الطلاب بالمدارس والجامعات،وأنه يوجد طلاب فقدوا عوائدهم،وللأسف الشديد المواطن السوداني كان معتقد أن هذه الأزمة سوف تمر وتنتهي بعد شهر أو أقصاها شهرين ولكن للأسف الوضع أصبح سيء وفي خطوره ولم يظهر له معالم انتهاء .
ووجه السفير كمال خالص شكره وتقديره لموقف الشقيقة مصر التي فتحت أبوابها، وقبل ذلك قلبها، لاستضافة مئات الآلاف من السودانيين الذين لجأوا اليها حيث يجدون ترحابا كبيرا من اخوتهم المصريين،
والقائمين على مبادرة نبض العرب لاسناد السودانيين التي يرعاها الأمين العام للجامعة ويترأسها الدكتور عصام شرف ورفاقهم في المبادرة الكريمة على ما يبذلونه من جهود مقدرة تستهدف دعم الشعب السوداني في الخارج وفي الداخل،وأنه لم يشهد في مصر معسكرات لائجين سودانيين لأن المواطن المصري احتضن السوداني .