كتبت/مرفت عبدالقادر احمد
الاصل اننا جميعا ابناء ادم وحواء عليهما السلام.
بالتالي فهناك رحم تربط البشرية كلها معا
فمأ الذي مزق تلك ألارحام.
طالما قلنا مزق الارحام.
فما هو ذلك الشئ الذي تمزق وكان يربط الارحام ببعضها البعض.
هنا يظهر الاسلام.
فالاسلام هو علم الله الذي انزله لتترابط به البشرية اداريا كجسد واحد.
فالاسلام لكونه انه علم الله فهو يحمل علو صفات الله سبحانه.
بالتالي فبتطبيق علم الله برنامجا اداريا للبشرية.
تظل الارحام نقية وتظل الرحمة قائمة بين الخلق جميعا كنتيجة لصفة الرحمن في علمه سبحانه.
فلما عطلت البشرية الاسلام واقامت علما يخلو من علو الصفات نتيجة لاتباع الشيطان الممثل لما يضاد الاسلام في صفاته
ليكون هناك صراع داخل النفس بين علم الاسلام من خلال النفس المطمأنة
وبين مراد الشيطان من خلال النفس الامارة بالسوء.
وكلما كان زمام النفس في ايدي النفس المطمأنة نجى صاحبها.
الا انه صغائر الذنوب تتراكم على النفس المطمأنة فتكون حملا فتبدأ النفس المطمأنة في تعطيل جزءا من علم الاسلام.
هنا تبدا النفس الامارة بالسوء وشيطانها في الاحتفال بكسب جولة في صراعه مع النفس المطمأنة.
وتبدا تلك الصغائر تصبح عادة ثم منهجا تتوارثه الاجيال.
هنا قد زرع الشيطان ثماره.
والصواب هو الصراع بين منهجين متضادين.
والبشرية ما هم الا ادوات ذلك الصراع
وكلما كان الترابط لاتباع النفس المطمئنة على المنهج الصواب.
كلما كان النصر لها
الا ان النصر لا يقضي كليا على اتباع النفس الامارة بالسوء نتيجة النفاق.
فالنفاق هو الذي جعل هناك من اتباع الشيطان من يجلس في اهل النفس المطمئنة وولاءه للشيطان وجنده.
فدائما هناك فريقان والهدوء ببنهما ظاهريا هو هدوء تربص ليعيد الشيطان ترتيب اهدافه والصبر على نبته من المنافقين.
ليكثر ويزدهر ويقوم بعمله في تمزيق اواصر رباط النفس المطمئنة.
والشيطان يضع لكل فرقة منهم حججه.
بعد ان بعد الجميع عن علم النفس المطمئنة .
هنا صارت كل الفرق تدعي انها النفس المطمئنة وأن سبيلها هو عين الطمأنينة
فيبدأ الصراع بين الجميع.
ويبدأ الشيطان في مد كل فرقة باتباع النفس الامارة بالسوء فيأكل بعصهم بعضا وتصبح الدنيا اكبر هم الجميع.
فيجعل الشيطان للجميع هدفا يتصارعون عليه وهو من الاجدر بحكم الاخر.
فتسفك في ذلك الدماء وتنهب الثروات وتقطع الارحام حتى وصلت البشرية الى من نحن فيه اليوم.
وما نحن فيه اليوم لن يقف عند احداث اليوم.
فالانفس الامارة بالسوء واتباعهم قد كثروا.
وستظل نار الشيطان تأكل في بلاد العرب من اهليهم وكل منهم يدعي الفضيلة والحسنى.
والكارثة ان مسلمي العرب لا يعلمون انهم يقاتلون الشيطان واتباعه من البشرية ما هم الا ادواته في الحرب.
والشيطان يتميز بانه اعلى علما بالله من البشرية عدا الرسل والانبياء والملائكة.
وتلك هي صفته الخطرة والكارثية.
فبقدر علمه بصفات الله واسماءه ومراده تكمن خطورته في وسوسته وتزيينه بفعل حتى الصغير من الذنوب.
ببنما مسلمي عرب اليوم يظنون انهم سيقاتلون الشيطان وجنوده بافكارهم البشرية ومنهجهم الذي وضعه الشيطان لهم.
كيف تنتصرون وبرنامج ادارتكم قد وضعه الشيطان لكم؟
اليس هذا غريبا وبعيدا عن المنطق العقلي؟
فمن اجل ان تنتصر على الشيطان وجنده فاولا يجب تعطيل كل البرنامج الشيطاني.
وابداله ببرنامج ثبت علو صفاته وثبت علو تطبيقه وهناك التجربة الماثلة امامكم في الكون حولكم.
فبرنامج ادارة خلق الكون كله هو علم الله سبحانه وهو الاسلام دون مذهبية ولا حزبية.
فأمم الخلق جميعا يمثلون خلافة اسلامية بهذا الكون .
فلما اختارت تلك الامم عدم حمل امانة ان تكون عبادتها لله اختيارية راينا ذلك الكمال الذي لا ينفك عنها.
واختيارهم عدم حمل تلك الامانة من اسباب الرحمة للبشرية.
إذ الكل يحقق الاسلام معا ويقدم نتج ذلك للبشرية ثمارا طيبة مع معصيته وكفره.
الا ان تدخل البشرية بوسوسة الشيطان في تغييره في خلق الله جلب عليه مساوئ افعاله من الامراض المستعصية.
وذلك كي يضعف الشيطان السلالة البشرية ويجعلها تغوص يوما بعد يوم في كفرها بالله.
الا ان هناك ثغرة قوية عند الشيطان من دخل منها هدم وكر الشيطان فتاكل النفس الامارة بالسوء لجند الشيطان بعضهم بعضا.
وتلك الثغرة القوية هي تحقيق علم الاسلام تطبيقا فتتحلى النفس البشرية ثانية بصفات من علو الاسلام.
الا انه لابد من جند مترابطين لتلك الثغرة بعد تفكك جنود المسلمين بكل الارض
هنا تظهر الدولة المصرية.
والدولة تاريخا كأن الله قد جعلها لهدم معبد الشيطان وجنده عندما لا يكون هناك الا خيط رفيع يفصل بين المسلمين وبين نار التفكك الكلي والانهيار التام.
واقراوا التاريخ كله من عهد يوسف عليه السلام حتى يومنا هذا.
والشيطان يعلم ذلك فطول مكوثه بالارض الى يومنا هذا اكسبه تلك المعلومه.
وقراءته لقلوب المصرين وسرعة زوال وسوسته اعلمه ذلك.
فكم من سقطات مرت بها مصر ولم تغير من اسلامها شيئا ولم تغير من صحيح لفظ عربيتها حرفا.
فقراء مصر هم المرجع للتلاوة على وجه الارض جميعا.
ولذلك فإن اراد العرب والمسلمين جميعا دحر الشيطان وجنده وترميم البقية الباقية من بلدانهم لتعود قوية ثانية.
فليس امامهم الى الاصطفاف الى مصر اصطفاف المسلم للمسلم وليس مذهبيا ولا حزبيا.
اصطفاف يجعل الجميع جسدا واحدا
بالتالي ليس من صفات الجسد الواحد البخل على بعضهم البعض فيما يمتلكه هذا عن ذاك.
وابشركم لو انكم ترابطتم مع مصر كجسد واحد.
فنهاية العدو على ارض مصر.
ونهاية ياجوج وماجوج على ارض مصر.
وعيسى عليه السلام ومن معه سيتحرزون من خطر ياجوج ومأجوج خلف جبل الطور بارض مصر.
بالتالي فالتاريخ القديم والمستقبلي يخبرنا بان جند مصر بمثابة اليد الباطشة التي بها ينصر الله اتباعه.
فطوبى لمن ساهم في تقوية تلك اليد
فافضل عمل صالح اليوم هو تقوية من سيحفظ الاسلام للمستقبل لاولاده وذريته ليكون علما جاريا الى قيام الساعة.
فهل يفهم علماء العرب ذلك ويبينوه لاهليهم من المسلمين.
الاسلام ليس دينا قبليا يخص قبيلة بعينها.
الاسلام هو علم الله لحفظ خلق الله
جميعا بحفظ صحيح توحيدهم وشرعهم.
هنا فقط سيبدأ زوال الشيطان وجنده
واهل غزة اليوم حفظهم الله ونصرهم اية من الله سبحانه قد اتحد جند الشيطان كلهم لقتالهم.
الا ان الله سبحانه يرسل تلك الاية عمليا لمسلمي اليوم كيف لجند قلائل يهزم جمعهم.
وكيف بذلك السرور والبهجة ونضارة الوجه لرجال غزة .
فماذا لو صار مسلمي الارض جميعا امة واحدة في جيش واحد دون مذهبية واختلاف كجسد واحد.
فهل تظنون مثل تلك الامة تهزم.
ستقوم تلك الامة وستبعث وسيترابط جندها ليكون اخرها في قتال مع الدجال وجنده.
الا ان تلك الامة يبدا بعثها وتحقيقها من مصر.
فهل هناك من يساهم في بناء تلك الامة وتقوية صخرة بناءها.
ادعوا الله ان يتم ذلك ويتحقق قريبا
فالشيطان في اوج همته في هذا الزمان.
فقد علم ان نهايته قد قرب مجيئها ولابد من تكفير البشرية كلها واباحة دماء بعضهم لبعض.
اللهم انت ربنا مالك الملك الواحد الاحد البر الرحيم المنان الحي القيوم ذي الجلال والاكرام رب العالمين.
نسألك ان تجمع المسلمين امة واحدة طيبة وتحقق بهم نصرا.
يسعد اهل الايمان وجميع خلقك وتنتقم من عدوهم بايديهم انتقاما لا يقيم لهم بعده راية ولا جمعا.
ونسألك سبحانك حفظ غزة واهلها عاجلا غير اجل.
وتنصرهم نصرا به يبدأ تفكك حزب الشيطان وجنده.
أمين يارب العالمين.