الدكروري يكتب عن مجاهدة النفس في عبادة الله

بقلم / محمـــد الدكـــروري

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على الهادي البشير، وعلى آله وصحبه أجمعين، الذي أعطي مفاتيح خزائن الأرض صلى الله عليه وسلم، وأيضا إسلام قرينه من الجن صلى الله عليه وسلم، ونصره بالرعب مسيرة شهر صلى الله عليه وسلم، وشهادة الله وملائكته له صلى الله عليه وسلم، وإمامته بالأنبياء في بيت المقدس صلى الله عليه وسلم، وقرنه خير قرون بني آدم صلى الله عليه وسلم، وما بين بيته ومنبره روضة من رياض الجنة صلى الله عليه وسلم، وأعطي انشقاق القمر صلى الله عليه وسلم، ويرى من وراء ظهره صلى الله عليه وسلم، ورؤيته في المنام حق صلى الله عليه وسلم، وعرض الأنبياء مع أممهم عليه صلى الله عليه وسلم، وجعل خاتم النبوة بين كتفيه صلى الله عليه وسلم.

واطلاعه على المغيبات صلى الله عليه وسلم، الذي نشأ صلي الله عليه وسلم في قبيلة بني سعد وفي تلك المضارب رعى الغنم وسار خلفها وقادها مع إخوانه من الرضاع، وتمر الأيام على رعاة الغنم الصغار، ويبلغ الصغير أربع سنين وبينما هو يلعب مع الغلمان إذ به يصرع ويضجع من رجلين عليهما ثياب بيض لينطلق المنادي إلى أمه بنداء الرعب والخوف ” لقد قُتل محمد ” فكان ذلك القتل هو شق الصدر فلقد أضجعه الرجلان ثم أخرجا منه علقة سوداء فألقياها، فانتهت حظوظ الشيطان منه ثم غسلا قلبه في طست من ذهب بماء زمزم ثم أعادا قلبه إلى مكانه فجاء الصغير إلى القوم وهو منتقع اللون يقول أنس بن مالك رضي الله عنه ” وقد كنت أرى أثر ذلك المخيط في صدره ” أما بعد.

يقول الله تعالى عن أهل النار فى كتابه الكريم كما جاء فى سورة مريم ” فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا ” وقال تعالى فى كتابه الكريم كما جاء فى سورة الكهف” ذلك جزاؤهم جهنم بما كفروا واتخذوا آياتي ورسلي هزوا” وقال تعالى فى كتابه الكريم كما جاء فى سورة النازعات ” فأما من طغى، وآثر الحياة الدنيا، فإن الجحيم هي المأوى” فعلى المسلم أن يجاهد نفسه في عبادة الله سبحانه وتعالى، والابتعاد عما يغضب الله، فإن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا، فقال تعالى فى كتابه الكريم كما جاء فى سورة العنكبوت ” والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين” وإن من الفتن التي ابتلينا بها فتنة النساء بنص كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ” ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء “

وهذه بعض الطرق التي تعين على تجنب هذه الفتنة وهو الإيمان بالله عز وجل، فإن الإيمان بالله والخوف من الله تعالى، هو صمام الأمان والعاصم للعبد من مواقعة الحرام والانسياق وراء شهوة عارضة، فالمؤمن إذا تربى على مراقبة الله ومطالعة أسرار أسمائه وصفاته كالعليم والسميع والبصير والرقيب والشهيد والحسيب والحفيظ والمحيط، أثمر ذلك خوفا منه سبحانه وتعالى في السر والعلن، وانتهاء عن معصية الله، وصدودا عن داعي الشهوة الذي يؤز كثيرا من العباد إلى الحرام أزا، وأيضا من المجاهده للفتن هو غض البصر عن المحرمات، فإن النظر يثمر في القلب خواطر سيئة رديئة ثم تتطور تلك الخواطر إلى فكرة ثم إلى شهوة ثم إلى إرادة فعزيمة ففعل للحرام.

One thought on “الدكروري يكتب عن مجاهدة النفس في عبادة الله

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *