الدكروري يكتب عن أم هانئ مع رسول الله

بقلم  محمـــد الدكـــروري

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين الذي كان صلى الله عليه وسلم يخرج في كل موسم، فيعرض نفسه على القبائل ويقول ” من يؤويني؟ من ينصرني؟ فإن قريشا قد منعوني أن أبلغ كلام ربي” ثم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لقي عند العقبة في الموسم ستة نفر فدعاهم فأسلموا، ثم رجعوا إلى المدينة فدعوا قومهم، حتى فشا الإسلام فيهم، ثم كانت بيعة العقبة الأولى والثانية، وكانت سرا، فلما تمت أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم من كان معه من المسلمين بالهجرة إلى المدينة، فخرجوا أرسالا، ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم هو وأبو بكر الصديق إلى المدينة فتوجه إلى غار ثور، فأقاما فيه ثلاثا وعني أمرهم على قريش، ثم دخل المدينة فتلقاه أهلها بالرحب والسعة، فبنى فيها مسجده ومنزله.

فاللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آل محمد الطيبين المخلصين الطاهرين وأصحابه الغر الميامين رضي الله عنهم بإحسان إلي يوم الدين، أما بعد لقد قضى رسول الله صلي الله عليه وسلم زهرة شبابه مع امرأة من قريش تكبره بخمس عشرة سنة قد تزوجت من قبله وقضت زهرة شبابها مع غيره ولم يتزوج معها أحدا وما تزوج بعدها لمتعة، وما كان في أزواجه الطاهرات بكرا غير السيدة عائشة رضي الله عنها التي أعرس بها وسنها تسع سنين يسرب إليها الولائد يلعبن بالدمي وعرائس القطن والنسيج، وإن من مظاهر تكريم الإسلام للمرأة، هو قصة السيدة أم هانئ بنت أبي طالب رضي الله عنها، فقد أجارت رجلين من أحمائها كتب عليهما القتل في عام الفتح، وتحكي القصة أم هانئ فتقول ذهبت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفتح فوجدته يغتسل.

وفاطمة ابنته تستره بثوب، فسلمت عليه، فقال من هذه؟ فقلت أنا أم هانئ بنت أبي طالب، فقال مرحبا بأم هانئ، فلما فرغ من غسله قام فصلى ثماني ركعات ملتحفا في ثوب واحد، فلما انصرف قلت يا رسول الله، زعم ابن أمي علي أنه قاتل رجلا قد أجرته وهو ابن هبيرة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “قد أجرنا من أجرتي يا أم هانئ” ومن الحديث السابق يتبين لنا أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد قبل من أم هانئ كلامها وأجار من أجارت ومشى كلامها ولم يخفر ذمتها احتراما منه صلى الله عليه وسلم للمرأة، وتكريما لها، وجعلها من المؤمنين الذين يجير عليهم أدناهم، وقد ضرب النبي صلى الله عليه وسلم أروع الأمثلة في الاهتمام بالنساء وحسن التعامل معهن ولين الجانب لهن حتى أنه كان يشرب من نفس المكان الذي تأكل وتشرب منه زوجته رضي الله عنهن جميعا.

ويضع رأسه في حجرها، فكل ذلك شفقة ورحمة ورأفة بالنساء، فلذلك أمر الإسلام بأداء حقوقهن على أكمل وجه وبين حقوق الزوجات خاصة على أزواجهن، وحتى لا يقع الظلم والجور بين الزوجين، وحتى لا تبوء الحياة بالفشل بينهما، وحتى لا يتشرد الأطفال إن كان بينهما أطفال، فينبغي على الزوج أولا وقبل كل شيئ أن يرى مخطوبته قبل أن يعقد عليها، كما قال صلى الله عليه وسلم ” إذا خطب أحدكم امرأة، فقدر أن يرى منها بعض ما يدعوه إلى نكاحها ، فليفعل ” رواه أحمد وأبو داود، وقال صلى الله عليه وسلم ” انظر إليها، فإنه أحرى أن يؤدم بينكما ” رواه الترمذي وابن ماجة، وذكر بن حجر رحمه الله تعالى في الفتح ” قال الجمهور لا بأس أن ينظر الخاطب إلى المخطوبة ، قالوا ولا ينظر إلى غير وجهها وكفيها، وقال الجمهور أيضا يجوز أن ينظر إليها إذا أراد ذلك بغير إذنها ” وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال ” كنت أتخبأ لها، حتى رأيت منها بعض ما دعاني إلى نكاحها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *