سعاد خفاجي تكتب ..حلاوة النهايات

بقلم سعاد خفاجى

في عالمنا اليوم، حيث تكثر العلاقات الإنسانية وتتداخل الشخصيات، نجد أن هناك أشخاصًا يثيرون إعجابنا ويتركون أثرًا في حياتنا. لكن، هل فكرت يومًا في حلاوة النهايات التي تأتي بعد تلك العلاقات؟ إن التجارب التي نمر بها مع الآخرين قد تكون ملهمة، ولكنها أيضًا تكشف لنا جوانب جديدة عن أنفسنا.

فعلاً، والله، هناك ناس كان لازم تسيبهم منبهرين. تخيل بقى لما يكون حد منبهر بيك، وبيحاول يوصلك وشايفك بعيد وصعب المنال. هذه اللحظة تكون ساحرة، حيث تشعر أنك تمثل شيئًا مميزًا في عيون الآخرين. لكن، ما يحدث بعد ذلك قد يكون مفاجئًا.

عندما تتعامل مع هؤلاء الأشخاص كشخص مقرب، يبدأون في رؤية جوانب أخرى من شخصيتك. يبدأون في إدراك أنك إنسان عادي، لا تملك قوى خارقة ولا صفات أسطورية. أنت، ببساطة، مبدع في مجال معين، لكن في حياتك اليومية، أنت شخص عادي وطبيعي. وهذا الانبهار الذي كان يوحدكم يبدأ في التلاشي.

مع مرور الوقت، قد تبدأ في ملاحظة تغيرات في المعاملة. الأشخاص الذين كانوا في البداية معجبين بك، يبدأون في معاملتك بشكل أقل احترامًا، وكأنهم نسوا سبب إعجابهم بك من الأساس. في تلك اللحظة، تدرك أن بعض هؤلاء الأشخاص لا يستحقون أن يروا جانبك الحقيقي، لأنهم لا يقدرون قيمتك كما يجب.

وفي هذه اللحظة الحرجة، تتضح لك حقيقة مهمة: كان يجب عليك أن تفرد ظهرك. كان يجب أن تترك هؤلاء الأشخاص يتفرجون عليك من بعيد، يتمتعون بإعجابهم دون أن يقتربوا منك. فليس كل شخص يستحق أن يعرفك عن قرب. هناك أشخاص لا يستحقون أن يروا عفويتك وطباعك الحقيقية، لأنهم قد لا يقدرونها.

لذا، علينا أن نتعلم من هذه التجارب. حلاوة النهايات ليست فقط في النجاح أو التقدير الذي نحصل عليه، بل أيضًا في فهم من يستحق قربنا ومن يستحق أن نتركه في المسافة التي تليق به. فالحياة قصيرة، وعلينا أن نحيط أنفسنا بالأشخاص الذين يقدروننا كما نحن، وليس فقط كأشخاص مبدعين أو ملهمين.