بقلم د : خالد السلامي
في يوم الثاني عشر من أغسطس من كل عام، يحتفل العالم بالشباب، تلك الفئة التي تمثل القوة الدافعة للمجتمعات والحاضر والمستقبل في آن واحد. اليوم العالمي للشباب ليس مجرد مناسبة احتفالية؛ إنه دعوة للتفكير بعمق في التحديات التي يواجهها الشباب في الوقت الحاضر والفرص الهائلة التي يمكنهم استغلالها لصنع مستقبل أفضل.
الشباب والتحديات العالمية
الشباب اليوم يعيشون في عالم مليء بالتغيرات السريعة والتحولات الكبرى. التكنولوجيا التي تتطور بشكل مذهل تفرض على الشباب تكيفًا سريعًا ومعرفة مستمرة، في الوقت الذي تتزايد فيه الضغوط الاقتصادية والاجتماعية. البطالة، التغير المناخي، والأزمات الصحية مثل جائحة كورونا، هي بعض من التحديات الكبرى التي تؤثر على حياة الشباب بشكل مباشر.
في هذا السياق، يصبح من الضروري أن ندرك أن الشباب ليسوا مجرد مستقبل المجتمع، بل هم قادة الحاضر الذين بإمكانهم إحداث التغيير الإيجابي الآن. ولتحقيق ذلك، يجب أن نضع في اعتبارنا أن تمكين الشباب يبدأ من خلال توفير فرص تعليمية عادلة، وبيئة عمل ملائمة، ودعمهم في مجالات الابتكار وريادة الأعمال.
الشباب وقوة الابتكار
في كل زاوية من زوايا العالم، يظهر الشباب كرواد للابتكار والتغيير. من تطوير تطبيقات تعالج مشكلات اجتماعية، إلى تأسيس شركات ناشئة تساهم في دفع عجلة الاقتصاد، الشباب هم القوة الدافعة وراء الكثير من النجاحات الحديثة. وفي دولة الإمارات العربية المتحدة، نجد أن الشباب قد تجاوزوا حدود الممكن، وأثبتوا أنفسهم كمحرك رئيسي للتنمية والتطور.
الحكومة الإماراتية أدركت منذ زمن بعيد أهمية الشباب في تحقيق رؤيتها الطموحة لمستقبل مستدام، لذا أطلقت العديد من المبادرات التي تستهدف تمكين الشباب في مختلف المجالات. من مبادرات التعليم العالي إلى برامج التدريب المهني ودعم ريادة الأعمال، أصبحت الإمارات نموذجًا يحتذى به في كيفية تحويل طاقات الشباب إلى قوة إنتاجية خلاقة.
الشباب والعمل التطوعي
ومن الجوانب الهامة التي ينبغي تسليط الضوء عليها هي دور الشباب في العمل التطوعي والمجتمعي. العمل التطوعي ليس مجرد وقت يقضيه الشباب في خدمة الآخرين؛ إنه تجربة تثري حياتهم وتغرس فيهم قيم التضامن والمسؤولية الاجتماعية. من خلال العمل التطوعي، يكتسب الشباب مهارات جديدة، ويوسعون مداركهم، ويصبحون مواطنين أكثر وعيًا وفعالية.
في مجتمع متشابك ومعقد مثل مجتمعنا الحالي، تصبح قيمة العمل التطوعي أكثر وضوحًا. الشباب، من خلال تطوعهم، يسهمون في بناء مجتمع أكثر ترابطًا وعدالة. سواء كان ذلك في مجال التعليم، أو الصحة، أو البيئة، فإنهم يقدمون حلولًا مبتكرة لمشكلات مزمنة، ويجعلون العالم مكانًا أفضل للعيش.
الشباب ودورهم في صناعة القرار
إن دور الشباب لا يقتصر فقط على الابتكار والعمل التطوعي؛ بل يجب أن يمتد إلى المشاركة الفعالة في صناعة القرار. مشاركة الشباب في السياسة وصنع القرار ليست فقط حقًا لهم، بل هي ضرورة لضمان أن تكون السياسات العامة متماشية مع تطلعات واحتياجات الجيل القادم. الحكومات والمؤسسات الدولية تدرك اليوم أكثر من أي وقت مضى أن إشراك الشباب في صنع القرار هو أمر حيوي لتحقيق التنمية المستدامة.
في دولة الإمارات، نجد أن القيادة الحكيمة قد أولت اهتمامًا كبيرًا لمشاركة الشباب في جميع مناحي الحياة العامة. من خلال مجالس الشباب الوطنية والمحلية، أصبح للشباب الإماراتي صوت قوي ومؤثر في صياغة سياسات الوطن. هذه المشاركة الفعالة هي دليل على الثقة الكبيرة التي تضعها القيادة في قدرات الشباب وإمكانياتهم.
الخاتمة: مستقبل الشباب هو مستقبل العالم
في اليوم العالمي للشباب، ندعو جميع المجتمعات والحكومات إلى الوقوف إلى جانب شبابها، ودعمهم في مسيرتهم نحو تحقيق أحلامهم. إن الشباب هم عماد المستقبل، وطاقاتهم لا حدود لها. علينا جميعًا أن نؤمن بقدرتهم على إحداث التغيير، وأن نمنحهم الفرص التي يستحقونها.
فلنحتفل بالشباب اليوم، ولنجعل من كل يوم فرصة جديدة لدعمهم وتمكينهم. لأنهم هم الأمل الذي سيظل ينير دروب المستقبل، وهم اليد التي ستبني عالمًا أفضل لنا جميعًا.
المستشار الدكتور خالد السلامي – سفير السلام والنوايا الحسنة وسفير التنمية ورئيس مجلس إدارة جمعية أهالي ذوي الإعاقةرئيس الهيئه الدوليه لأصحاب الهمم في مؤسسة البورد الاوربي ورئيس مجلس ذوي الهمم والإعاقة الدولي في فرسان السلام وعضو مجلس التطوع الدولي وأفضل القادة الاجتماعيين في العالم لسنة 2021 وحاصل على جائزة الشخصيه المؤثره لعام 2023 فئة دعم أصحاب الهمم وحاصل على افضل الشخصيات تأثيرا في الوطن العربي 2023 وعضو اتحاد الوطن العربي الدولي.