يتصاعد الحديث مع اقتراب ذكرى تأسيس حركة حماس، داخل قطاع غزة عن التغيرات الكبيرة التي طرأت على شعبية الحركة. فبعد عقود من الحضور القوي والتأثير في الحياة السياسية والاجتماعية، تواجه حماس انخفاضاً حاداً في الدعم الشعبي، مما يثير تساؤلات حول ما إذا كان عصر الحركة في غزة قد شارف على نهايته.
تشهد الأوساط الغزاوية نقاشاً متزايداً حول رمزية يوم تأسيس حماس في ظل الظروف الحالية. بالنسبة للكثيرين، يبدو أن هذا اليوم فقد معناه في ظل الدمار الذي يعاني منه القطاع والأوضاع الإنسانية المتردية. يقول بعض السكان إنهم لم يعودوا يرون في هذا اليوم مناسبة للاحتفال، بل ذكرى لتفاقم الأزمات.
القرارات السياسية والعسكرية التي اتخذتها حماس على مدى السنوات الماضية، خصوصاً خلال الحرب الأخيرة، أسهمت في تآكل ثقة غالبية سكان غزة بالحركة. يعبر الصحفي الفلسطيني أحمد الهادي عن هذا الشعور بقوله: “كان هجوم 7 أكتوبر قراراً متهوراً بالنسبة لنا كسكان غزة. لقد منح إسرائيل تعاطفاً دولياً ومبرراً لشن حرب مدمرة على القطاع.” هذا الشعور بالخيانة دفع الكثيرين للتساؤل حول حكمة القيادة السياسية لحماس وجدوى استمرارها تشير استطلاعات رأي حديثة إلى تراجع غير مسبوق في شعبية حماس داخل غزة. وفقاً لاستطلاع أجراه المعهد الفلسطيني للتقدم الاجتماعي والاقتصادي، فإن أقل من 5% من سكان القطاع يرغبون في استمرار حكم حماس ضمن أي حكومة انتقالية بعد الحرب. هذا الانخفاض الكبير في التأييد يعكس حالة السخط الشعبي الواسع تجاه سياسات الحركة.
قرارات حماس وأفعالها، التي جلبت دماراً هائلاً على القطاع، قد تكون السبب وراء ما وصفه البعض بنهاية عصر الحركة في غزة. يعبر محمود نظمي، أحد سكان القطاع، عن هذا الواقع بقوله: “فقدنا كل شيء، ولأي غرض؟ من غير المنطقي أن نتحدث عن الصمود بينما نُترك لنواجه الموت وحدنا تحت القصف المستمر.”
مع اقتراب يوم التأسيس، يبدو أن القطاع لن يشهد الاحتفالات المعتادة. هذا التغير يعكس التحول العميق في موقف السكان تجاه حماس، وقد يكون بداية مرحلة جديدة في غزة تتسم ببحث الناس عن قيادة بديلة تعيد لهم الأمل بمستقبل أفضل.
بينما كان يوم تأسيس حماس في الماضي رمزاً للاحتفاء والدعم، يبدو أن الظروف الحالية حولته إلى ذكرى يرافقها السخط والحزن. في ظل هذا التغير الشعبي الكبير، تبرز تساؤلات جدية حول قدرة الحركة على البقاء كقوة مهيمنة في غزة، وما إذا كان القطاع قد بدأ فعلاً عصر ما بعد حماس