أعظم حقوق المرأة على زوجها

بقلم محمـــد الدكـــروري

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهد الله فهو المهتدي ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وصفيه و خليله وخيرته من خلقه، أدى الأمانة وبلغ الرسالة ونصح الأمة، ومحا الظلمة وتركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك صلى الله عليه وعلى آله و صحبه ومن دعا بدعوته واقتدى بسنته إلى يوم الدين أما بعد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” لا يفرك مؤمن مؤمنة، أي لا يبغض إن كره منها خلقا رضي منها آخر ” وقال الشوكاني ” فيه الإرشاد إلى حسن العشرة، والنهي عن البغض للزوجة بمجرد كراهة خُلق من أخلاقها.


فإنها لا تخلو مع ذلك عن أمر يرضاه منها زوجها ” فعلى ذلك من أعظم حقوق المرأة على زوجها أن ينبسط معها في البيت، فيهش للقائها ويستمع إلى حديثها ويمازحها ويداعبها تطييبا لقلبها وإيناسا لها في وحدتها وإشعارا لها بمكانتها من نفسه وقربها من قلبه وربما ظن بعض الجاهلين أن مداعبة الزوجة وممازحتها مما يتنافى مع الورع أو الوقار أو الهيبة التي يجب أن تستشعرها الزوجة نحو زوجها ولا ريب أن ذلك خطأ فاحش ودليل على غلظ الطبع وقسوة القلب وجهل الشريعة وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو العابد الخاشع، القائد الحاكم من أفكه الناس مع زوجاته وأحسنهم خلقا كان يمزح معهن بما يدخل السرور إلى قلوبهن ويقص لهن القصص ويستمع إلى قصصهن وكان يسابق عائشة رضي الله عنها.

ومن هنا قال عليه الصلاة والسلام ” أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا وألطفهم بأهله ” رواه الترمذي، وعن جابر بن الله رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في خطبة الوداع ” واتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمان الله ” وقد جاءت أحاديث كثيرة صحيحة في الوصية بهن وبيان حقوقهن والتحذير من التقصير في ذلك، فالله الله بالنساء، أوصيكم بهن خيرا، فهن الزوجات والأمهات والأخوات والبنات، فاتقوا في النساء، ومن حقوق الزوجة على زوجها أن يعينها على صلة رحمها، وإتصالها بأهلها وزيارة أقربائها، ما لم يكن في ذلك حدوث مفاسد ووجود مخاطر، كإفساد المرأة على زوجها ودعوتها إلى التحرر والتفكك من قيود الشريعة، أو إثقال كاهل الزوج بكثرة الطلبات والنفقات، فهنا تمنع المرأة من الزيارة.

ألا وإن من حقوق الزوجة على زوجها، أن يسكنها في سكن خاص بها لا يشاركها فيه أحد كي تأخذ حريتها في منزلها وراحتها في بيتها تنظيفا وترتيبا وتكميلا وتكييفا لا سيما إذا كان للزوج أكثر من زوجة فالواجب عليه شرعا العدل بين زوجاته وإسكان كل زوجة في سكن مستقل بها، هكذا أفتى به جمهور أهل العلم، بل ساق بعضهم إجماع العلماء على ذلك، فاتقوا الله أيها الأزواج في زوجاتكم وإياكم وظلمهن فإن الظلم تعد وإجحاف بحق النساء وعدوان صريح يأباه رب الأرض والسماء، وتعد واضح لحدود الله تعالي، وإرتكاب للمناهي والمحرمات ولقد حرم الله تعالي الظلم وتوعد أهله بأشد العذاب، فقال الله تعالى في كتابه العزيز ” إن الظالمين لهم عذاب أليم “

وقال تعالى في الحديث القدسي ” يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا ” رواه مسلم، وقال صلى الله عليه وسلم ” اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة ” رواه البخاري ومسلم واللفظ له، وعن أبي موسى رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته ” ثم قرأ ” وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد ” رواه البخاري ومسلم.