مشاريع سكنية حديثة في بيت صفافا: حل لضائقة السكن وتطوير البنية التحتية

متابعة يارا المصري

شهدت بلدة بيت صفافا جنوب غرب القدس الشرقية خلال الأسبوع الماضي اجتماعًا هامًا بين إدارة الحي ومكتب رئيس بلدية القدس الشرقية، حيث تمت مناقشة سبل تطوير البنية التحتية وبناء مشاريع سكنية حديثة تستهدف الأزواج الشابة، إلى جانب تحسين الخدمات العامة وتمهيد الطرق وإنشاء حدائق للحفاظ على البيئة.

صرح رئيس مكتب بلدية القدس الشرقية خلال الاجتماع بأن الحكومة تخطط لإقامة مشروع سكني متطور يضم وحدات سكنية حديثة، وهو الأمر الذي لاقى ترحيبًا واسعًا من شباب الحي، الذين أبدوا اهتمامهم بالاستفادة من هذا المشروع.

وتشير تقارير منظمة “السلام الآن” الإسرائيلية، المتخصصة بمراقبة الأنشطة العمرانية، إلى أن سلطة الأراضي الإسرائيلية نشرت مؤخرًا مزايدة لإنشاء حي جديد داخل بيت صفافا. ووفقًا للمزايدة، سيتم تخصيص نحو 11 دونمًا من الأراضي لبناء مشروع سكني يضم حوالي 200 وحدة سكنية.

المشروع يقع جنوب المنطقة الصناعية في تلبيوت، ويهدف إلى توفير مساكن منظمة تلبي احتياجات السكان المتزايدة، مع مراعاة تطوير البنية التحتية المحيطة.

أشارت منظمة “السلام الآن” إلى أن بعض الأراضي المستخدمة في المشروع تعود إلى سلطة التطوير، التي تدير أراضي “ممتلكات الغائبين”، وهي ممتلكات صودرت بموجب قانون يتيح للدولة الإسرائيلية الاستحواذ على ممتلكات الفلسطينيين الذين غادروا البلاد بعد حرب 1948.

ورغم التحديات القانونية المتعلقة بملكية الأراضي، فإن المشروع يُعتبر خطوة نحو حل أزمة السكن التي تواجه بيت صفافا، حيث تعاني البلدة، مثل باقي أحياء القدس الشرقية، من نقص حاد في الأراضي المخصصة للبناء.

تُعد بيت صفافا واحدة من أكثر البلدات اكتظاظًا في القدس الشرقية، إذ يبلغ عدد سكانها حوالي 15 ألف نسمة، وتحيط بها الأحياء السكنية والمشاريع العمرانية من جميع الجوانب، ما يزيد من الضغط على بنيتها التحتية ومساحاتها المحدودة.

إهمال البلدة على مدار السنوات أدى إلى انتشار البناء العشوائي، إضافة إلى نقص الخدمات الأساسية، وهو ما دفع السكان والسلطات المحلية إلى البحث عن حلول لتحسين الوضع السكني في المنطقة.

من أبرز أهداف المشروع السكني:

1. تخفيف أزمة السكن: توفير وحدات سكنية منظمة للأزواج الشابة.

2. تحسين البنية التحتية: إنشاء طرق جديدة وتطوير المرافق العامة والخدمات.

3. تنظيم البناء: تقليل الاعتماد على البناء العشوائي الذي يعاني من ضعف الجودة والبنية.

4. الحفاظ على البيئة: إضافة مساحات خضراء وحدائق لتحسين جودة الحياة في البلدة.

تأتي هذه المشاريع كجزء من جهود بلدية القدس الشرقية لتحسين الظروف المعيشية في بيت صفافا. ورغم التحديات التي تواجهها البلدة، فإن مثل هذه المشاريع تمثل بارقة أمل للسكان، خاصة مع تزايد الطلب على السكن وتدهور جودة المباني القديمة.

من خلال هذه الخطوة، تسعى السلطات إلى معالجة المشكلات المتراكمة منذ سنوات، ووضع خطة تنموية شاملة تخدم سكان بيت صفافا وتعزز من مكانتها كواحدة من أهم المناطق السكنية في القدس الشرقية.

مشروع بناء الحي السكني الجديد في بيت صفافا يعكس اهتمامًا متزايدًا بتحسين جودة الحياة لسكان القدس الشرقية، ويمثل فرصة لتخفيف الأزمات السكنية وتطوير البنية التحتية. ومع استمرار هذه الجهود، قد تصبح بيت صفافا نموذجًا للبلدات التي تتغلب على التحديات السكنية من خلال خطط عمرانية مدروسة ومنظمة.