مسكن العاملين التائبين العابدين

بقلم محمـــد الدكـــروري

الحمد لله رب العالمين واشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له واشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى اله وصحبه أجمعين أما بعد إن الجنة هي دار المؤمنين ومعقل الموحدين ومسكن العاملين التائبين العابدين، فلنعرج قليلا على تجمعاتنا فإنها لا تخلو من فاكهة المجالس وهي الغيبة التي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنها أربا الربا وأدنى الربا مثل أن ينكح الرجل أمه، فكيف بأرباها؟ فقد حرمها الله تعالى بل وقبحها في كتابه العزيز فيقول تعالي ” ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه ” ما أبشعه من ذنب وما أعظمه من جرم، وقد أحسن من قال وليس الذئب يأكل لحم ذئب ويأكل بعضنا بعضا عيانا، وقد جاء في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بقوم لهم أظفار من نحاس.

يخمشون بها وجوههم وصدورهم، فقال “يا جبريل من هؤلاء؟ قال هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم” رواه أبوداود، وقد جاء فيها من الوعيد ما الكل يعلمه ولكن لا نرتدع ولا نعتبر والله المستعان، فإن كنا نريد الجنة حقا فعلينا أن نتوب من الغيبة توبة نصوحة وأن لا نعود إليها أبدا، فنقول جميعا قد تبنا يارب من الغيبة، وللنظر إلي حالنا اليوم وإلي حال نساءنا فنري تساهل عظيم بالحجاب وتبرج وسفور قويين، وكشف للوجوه وإظهار للزينة ونقاب محرم ولبس البنطلونات والتشبه بالرجال، بل وبالفاسقات والكافرات وأزياء وموضات وروايات ومجلات وفتن وشبهات فأينما تولوا فثم المغريات، لا تميز البلد الإسلامي من الغربي، بل والأجل من ذلك هو إختلاط فظيع في الأسواق والمحلات والمدارس والجامعات وفي كل مكان.

لا تسلم منه إلا من مكثت ببيتها وغضت بصرها ودعت ربها فقالت رب استرني، رب عافني، يارب أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى، وهناك أمثال كثيرة ممن تزاحم الرجال في ميادين عملهم بلباس مخالف وتريد الجنة؟ ومثل هذه تريد أن تسبق الحور العين في الجنان، وتتباهى عليهن بعدم تعبهن ونصبهن في حياتهن؟ فنقول نحن مسلمات متحجبات،وإذا بإحدانا ترتدي العباءة الضيقة الشفافة ثم تقول أسعى للفردوس الأعلى، ولكن كيف لها ذلك؟ وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ” صنفان من أهل النار لم أرهما بعد”ذكر منهما” ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا”؟ فتريد التبرج في الدنيا والجنان في الآخرة، فكيف يجتمع لها ذلك؟ ويقول النبي صلى الله عليه وسلم.

” وشر نسائكم المتبرجات والمتخيلات وهن المنافقات لا يدخلن الجنة إلا مثل الغراب الأعصم” فعلينا بالتضحية، فمن ترك شيئا لله عوضه خيرا منه، فلنضح بالتبرج والسفور ولو أنهما ممقوتان أصلا بالفطرة النقية ولنتق الله في أنفسنا، ألا فصلوا وسلموا على سيد الأنام، فاللهم صلي على محمد ما ذكره الذاكرون الأبرار وصلي على محمد ما تعاقب الليل والنهار وارض اللهم عن أصحاب محمد من المهاجرين والأنصار، اللهم ورحمنا معهم بمنك وكرمك وعفوك يا عزيز يا غفار اللهم إنا نسألك الجنة وما قرب إليها من قول وعمل ونعوذ بك ربنا من النار وما قرب إليها من قول وعمل اللهم كما جمعتنا على هذا الفرش اجمعنا برحتك في ظلال العرش يا ذا الجلال والإكرام اللهم وفق إمامنا بتوفيقك وأيده بتأييدك اللهم وفقه لهداك وجعل عمله في رضاك