بقلم: نورهان عابد
مع انطلاق الدورة الـ56 من معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025، تفتح أبواب الأمل والمعرفة أمام الزوار في حدث ثقافي يُعتبر بمثابة عيد القراءة في مصر. فكل عام، يجتمع محبو الكتاب والمثقفون في هذا المعرض، ليحتفلوا بحبهم للكلمة، وليعيدوا اكتشاف عوالم جديدة من خلال الصفحات المتنقلة بين أيديهم.
في صباح يوم الجمعة، شهد المعرض تدفقًا جماهيريًا غفيرًا، حيث توافد الزوار من مختلف الأعمار. الأطفال جاءوا مع أسرهم متلهفين لاستكشاف قصصهم المفضلة، بينما كان الشباب وكبار السن يستعرضون الكتب التي تُثري عقولهم وتغذي أفكارهم. أجواء من الحماس والبهجة غمرت المكان، حيث كان الزوار يتنقلون بين الأجنحة، وكل زاوية تحتوي على تجربة جديدة تنتظر من يكتشفها.
تحت شعار “اقرأ.. في البدء كان الكلمة”، يُبرز المعرض أهمية الكلمة في تشكيل الوعي وبناء المجتمعات. هذا الشعار يمثل دعوة لكل فرد للعودة إلى الجذور، إلى الكتابة التي كانت في البداية وسيلة للتعبير عن الأفكار والمشاعر. ومن هنا، يتجلى التنوع الكبير الذي يقدمه المعرض، حيث يضم دور نشر محلية ودولية تقدم مجموعة واسعة من الكتب في مجالات الأدب، التاريخ، العلوم، والتنمية الذاتية.
كما يشمل المعرض تنظيم مجموعة من الفعاليات الثقافية وورش العمل التي تناسب جميع الأعمار. هذه الأنشطة تهدف إلى تحفيز النقاشات الثقافية وتعزيز التواصل بين الكتاب والجمهور، مما يجعل المعرض تجربة تفاعلية تُلهم الجميع.
تجسد هذه الدورة أيضًا روح التعاون الثقافي، حيث تحل سلطنة عمان كضيف شرف، مقدمة لمحات من تاريخها وتراثها الغني. كما تم تكريم الدكتور أحمد مستجير، أحد أبرز أعلام الفكر والعلم، كشخصية المعرض، مما يُعزز من قيمة هذا الحدث في تسليط الضوء على الشخصيات البارزة في الثقافة العربية.
لا تنتهي التجربة هنا، بل تستمر حتى 5 فبراير، حيث يُفتح المعرض يوميًا من الساعة 10 صباحًا وحتى 8 مساءً، مع تمديد ساعات العمل حتى 9 مساءً أيام الخميس والجمعة. إن هذا الحدث ليس مجرد عرض للكتب، بل هو دعوة حقيقية للعودة إلى القراءة، للتمتع بكل لحظة تقضيها بين الصفحات، وللاحتفاء بالعالم الذي يمكن أن تخلقه الكلمة.
في ختام جولتي، أجد أن معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025 ليس مجرد تجمع للكتب، بل هو احتفال بالثقافة والهوية المصرية، وجسر يربط الماضي بالحاضر، ويحفز الأجيال الجديدة على اكتشاف عوالم المعرفة. فليكن هذا المعرض بمثابة دعوة لنا جميعًا لنواصل البحث عن المعرفة والاحتفاء بالقراءة كوسيلة للتطور والارتقاء.