في عالم مليء بالضجيج، حيث تتراقص الكلمات كأنها فراشات على حافة زهرة، نجد أن حلاوة اللسان قد تُغري الأذان. لكن، هل نحن حقًا مستعدون لسماع ما وراء تلك الكلمات المعسولة؟ فالكلمات تُشبه السكر، يحلي الفم لكنه قد يسبب العطش لاحقًا.
الفصوص المتلألئة
هناك من يتحدث بلسان عسل، كأنه يجمع بين النحل والقصائد، لكن خلف هذا اللسان، قد تختبئ نوايا كالحية. بعضهم صادق، يحمل الخير في قلبه كأشعة الشمس التي تضيء الصباح، تجدهم ينشرون المحبة كأنهم زهور في بستان الحياة. لكن، هل من السهل أن نميزهم عن الآخرين؟
النوايا الملتبسة
ثم هناك النوع الثاني، الذين لا يعرفون ماذا يريدون. هم كالسحاب المتجول في السماء، يحملون الخير في بعض الأحيان، لكن في أحيان أخرى، يظلون عالقين في دوامة الشك. قد يُقبلون عليك بابتسامة، لكنك لا تعرف هل هي ابتسامة صدق أم مجرد واجهة زائفة.
الأفاعي الملساء
وأخيرًا، نأتي إلى النوع الثالث، الذين يختبئون تحت قناع من الوداعة. إنهم كالأفاعي الملساء، يلتفون حولك برفق، لكن في داخلهم سمًا قاتلًا. يتحدثون بحلاوة، لكن كلماتهم تشبه الرصاص، تخترق القلب دون أن تشعر. هؤلاء هم الذين يُقنعونك بأنهم أصدقاؤك، بينما هم في الحقيقة يرسمون الخطط لخرابك.
المأساة الإنسانية
إن التعامل مع البشر أشبه برحلة في غابة مليئة بالأشواك. كلما قابلت شخصًا جديدًا، تجد نفسك في اختبار حقيقي. هل ستنجرف وراء حلاوة لسانهم، أم ستتمكن من رؤية ما خلف الأقنعة؟ المأساة هنا تكمن في أننا غالبًا ننسى أن الكلمتين الجميلتين قد تُخفِيان خلفهما ألف كلمة قاتلة.
في النهاية، يجب أن نتعلم كيف نميز بين الكلمات الشفافة والنيات الخفية. فالعالم مليء بالقصص، وبعضها قد يكون كابوسًا، بينما البعض الآخر يُشبه الحلم. فلنكن حذرين، ولنستمع إلى ما لم يُقال، فحلاوة اللسان ليست دائمًا دليلاً على صدق القلوب.