من سألكم بالله فأعطوه

بقلم محمـــد الدكـــروري

الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وإمتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيرا أما بعد إن لصناعة المعروف آداب يتعلق بعضها بالصانع وبعضها بالمصنوع له، ومن الآداب المتعلقة بمن صنع له المعروف هو شكر الله عز وجل أولا، إذ هو المنعم الحقيقي، فهو أولى بالحمد من كل أحد، حيث قال الله تعالي ” يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها وأكثرهم الكافرون ” وقال عون بن عبد الله إنكارهم إياها أن يقول الرجل لولا فلان أصابني كذا وكذا، ولولا فلان لم أصب كذا وكذا، وقد أسدي إلى بعض السلف معروف، فشكر الله، ثم عاد إلى صاحبه في اليوم الثاني فشكره على معروفه، وقال استحييت من الله أن أضيف شكرك إلى شكره.

وكما أن من الآداب المتعلقة بمن صنع له المعروف هو شكر صاحب المعروف، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” من لا يشكر الناس لا يشكر الله ” الترمذي، وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” من إستعاذ بالله فأعيذوه ومن سألكم بالله فأعطوه ومن إستجار بالله فأجيروه ومن آتى إليكم معروفا فكافئوه، فإن لم تجدوا فادعوا له حتى تعلموا أن قد كافأتموه ” رواه النسائي وأبو داود، وعن أسامة بن زيد رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” من صنع إليه معروف فقال لفاعله جزاك الله خيرا فقد أبلغ في الثناء ” الترمذي، وقال المكي بن إبراهيم كنا عند ابن جريج المكي فجاء سائل فسأله فقال ابن جريج لخازنه أعطه دينارا فقال ما عندي إلا دينار، إن أعطيته جعت وعيالك.

قال فغضب وقال أعطه، وقال المكي فنحن عند ابن جريج إذ جاءه رجل بكتاب وصرة، وقد بعث إليه بعض إخوانه، وفي الكتاب إني قد بعثت خمسين دينارا قال فحل ابن جريج الصرة فعدها، فإذا هي أحد وخمسون دينارا، قال فقال ابن جريج لخازنه قد أعطيت واحدا فرده الله عليك وزادك خمسين دينارا، وكما أن من الآداب المتعلقة بمن صنع له المعروف هو أن يقبل المعروف الذي أسدي إليه، فعن خالد بن عدي الجهني رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ” من بلغه معروف عن أخيه من غير مسألة ولا إشراف نفس فليقبله ولا يرده، فإنما هو رزق ساقه الله عز وجل إليه ” رواه أحمد، وإن من صور الخذلان الشائعة بين الناس هو خذلان المظلوم، بمعنى عدم دفع الظلم عنه عند القدرة، وقد عدها بعض العلماء من الكبائر.

فإن من أمكنه نصر المطلوم ولم يفعل فقد فعل محرما لمخالفته للأمر الشرعي، فقد قال النبي المصطفي صلى الله عليه وسلم “انصر أخاك ظالما أو مظلوما، قيل يا رسول الله أنصره إذا كان مظلوما فكيف أنصره إذا كان ظالما؟ قال تحجره عن الظلم فإن ذلك نصره” رواه البخاري، وأيضا من أنواع الخذلان هو خذلان المسلمين وعدم نصرتهم عند جهادهم لعدوهم لا سيما عند إعتداء هؤلاء الأعداء على المسلمين صفة مِن صفات المنافقين، وكذلك خذلان المسلم بترك الدفع عن عرضه، جعلني الله وإياكم ممن صام رمضان وصانه، ولم يكدر بالذنوب عمله وإحسانه، اللهم بارك لنا في شهرنا، اللهم بارك لنا في فواتحه وخواتمه، وبواكره وأواسطه وأواخره، وغرره وسرره، يا رب العالمين، واجعلنا فيه من عتقائك من النار، اللهم اجعلنا فيه من عتقائك من النار، يا رب العالمين، اللهم اجعل دعاءنا مسموعا، ونداءنا مرفوعا، يا كريم يا عظيم يا رحيم