ويستفتونك في النساء

بقلم محمـــد الدكـــروري

الحمد الله واهب النعم كثير الخيرات والعطايا وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له

أعطى وأمر بعدم الإفراط والتفريط، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله النبي الكريم

عليه من ربه أفضل الصلاة وأزكى التسليم وعلى آله وصحبه الغر الميامين أما بعد فاتقوا الله

عباد الله وامتثلوا أوامر ربكم تنجو بأنفسكم، وإياكم والظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة

ثم أما بعد أيها المسلمون لقد ألحق النبي المصطفي صلى الله عليه وسلم الضرر والحرج

والهلاك على من ضيع حق اليتيم، بل وألحقه الإثم، لأن الله تعالى أمر بالإحسان إلى الأيتام

في آيات كثير من كتاب الله تعالى حيث قال تعالى ” فأما اليتيم فلا تقهر ” ويقول الإمام إبن سعدي رحمه الله في تفسير هذه الآية أي لا تسيء معاملة اليتيم ولا يضيق صدرك عليه ولا تنهره، بل أكرمه وأعطه ما تيسر.

واصنع به كما تحب أن يصنع بولدك من بعدك، وكما قال تعالى ” فذلك الذي يدع اليتيم ” ويقول إبن سعدي أي يدفعه بعنف وشدة ولا يرحمه لقساوة قلبه فهو كالحجارة أو أشد قسوة، ولأنه لا يرجو ثوابا ولا يخاف عقابا، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” اللهم إني أحرج حق الضعيفين اليتيم والمرأة ” رواه أحمد، وكما قال صلى الله عليه وسلم ” أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين” وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما ” رواه البخاري، ووالله إن شر البيوت البيت الذي يساء فيه إلى يتيم وخير البيوت البيت الذي يحسن فيه إلى يتيم وأخص بذلك المرأة اليتيمة لأنه لا حول لها ولا قوة إلا بالله تعالى، فإحذر أيها المسلم، إحذر أن تجعل لك خصما يوم القيامة وهناك من الناس من يحرم اليتيمة من الزواج لأكل مالها إن كانت صاحبة مال.

أو يحرمها الزواج من أجل الإستيلاء على راتبها إن كانت موظفة ومنهم من يجبرها على الزواج من أجل أكل مهرها وكل ذلك من أكل المال الحرام، حيث قال الله تعالى ” إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا ” وقالت السيدة عائشة رضي الله عنها في قوله تعالى ” وما يتلى عليكم في الكتاب في يتامى النساء اللاتي لا تؤتونهن ما كتب لهن وترغبون أن تنكحوهن ” قالت هذا في اليتيمة التي تكون عند الرجل، لعلها أن تكون شريكته في ماله وهو أولى بها فيرغب أن ينكحها، فيعضلها لمالها ولا ينكحها غيره كراهية أن يشركه أحد في مالها” رواه البخاري، وقالت في هذه الآية ” ويستفتونك في النساء ” قالت هي اليتيمة تكون في حجر الرجل قد شركته في ماله فيرغب أن يتزوجها، ويكره أن يزوجها غيره.

فيدخل عليه في ماله فيحبسها، فنهاهم الله عن ذلك، فيحرم على الولي أن يحرم اليتيمة من الزواج لأجل أكل مالها وأن ذلك من الذنوب العظيمة ومن الكبائر الجسيمة التي تؤدي بصاحبها إلى النار، ولقد توعد النبي صلى الله عليه وسلم آكل مال اليتيم بالعذاب الأليم، وعُد ذلك أيضا من السبع الموبقات المهلكات التي تهلك صاحبها، وتورده نار جهنم والعياذ بالله، فقال رسول الله عليه الصلاة والسلام ” اجتنبوا السبع الموبقات وذكر منها وأكل مال اليتيم ” متفق عليه، فاللهم أعز الإسلام وانصر المسلمين وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين واجعل هذا البلد آمنا مطمئنا سخاء رخاء وسائر بلاد المسلمين اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا ووفق ولي أمرنا لما تحب وترضى وخذ بناصيته للبر والتقوى ووفق جميع ولاة أمور المسلمين لتحكيم شرعك.

وإتباع سنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم اللهم ادفع عنا البلاء والوباء والربا والزنا والزلازل والمحن وسوء الفتن ماظهر منها وما بطن عن بلدنا هذا خاصة وعن سائر بلاد المسلمين عامة يارب العالمين.