بقلم د محمد ابو
في حياتنا اليومية نواجه جميعا أشخاصا بارعين في “التلاكيك أي البحث عن الأخطاء وإثارة المشكلات بلا سبب حقيقي وتحميل المواقف أكثر مما تحتمل قد يبدو الأمر مزحة في البداية لكنه في الواقع سلوك مرهق نفسيا وله تأثيرات عميقة على الصحة النفسية للأفراد والمجتمع
1. التلاكيك والتوتر المزمن
عندما يحيط بك شخص دائم النقد والبحث عن الأخطاء تجد نفسك في حالة توتر مستمرة كأنك تسير في حقل ألغام لا تعرف متى سينفجر أحدها في وجهك. هذا التوتر المزمن يؤدي إلى ارتفاع مستويات الكورتيزول في الجسم مما قد يسبب اضطرابات مثل القلق الأرق وحتى مشكلات جسدية مثل ارتفاع ضغط الدم والصداع المستمر
2. التلاكيك وتأثيره على تقدير الذات
الإنسان يحتاج إلى بيئة داعمة تساعده على النمو والتطور لكن حين يصبح محاطا بأشخاص يتصيدون الأخطاء يبدأ في فقدان الثقة بنفسه التلاكيك المستمر قد يجعل الشخص يشك في قدراته يشعر بالدونية ويتجنب المحاولة خوفا من النقد اللاذع مما يعيق تقدمه في الحياة
3. العلاقات السامة والتلاكيك
في العلاقات العاطفية الأسرية وحتى بيئة العمل يمكن أن يكون التلاكيك سببا رئيسيا في انهيار العلاقات. فالشخص الذي يشعر بأنه دائما في موضع دفاع سيفقد الراحة والأمان في علاقته بالآخرين، مما يؤدي إلى الانسحاب العاطفي أو الانفصال التام
4. كيف نحمي أنفسنا من التلاكيك؟
وضع حدود واضحة: لا تسمح لأحد بأن يجعلك هدفا دائما للنقد غير المبرر تعلم كيف تقول كفاية
عدم أخذ الأمور على محمل شخصي أحيانا التلاكيك يعكس مشكلات الشخص الآخر وليس عيوبك أنت
إحاطة نفسك بأشخاص إيجابيين: العلاقات الداعمة والمحفزة تعوض الآثار السلبية للتلاكيك
ممارسة التأمل والاسترخاء: لتخفيف التوتر الناتج عن التعامل مع الأشخاص السلبيين
في نهاية الأمر
التلاكيك ليس مجرد سلوك سلبي عابر بل هو عامل مؤذ للصحة النفسية إذا لم يتم التعامل معه بحكمة لذا علينا أن نختار معاركنا وألا نسمح لهذا السلوك أن يسلبنا سلامنا الداخلي أو يؤثر على نظرتنا لأنفسنا الصحة النفسية تبدأ من إدراكنا لما يستحق انتباهنا وما يجب تجاوزه دون أن نلتفت إليه
لا تدع التلاكيك يعكر صفو حياتك فالعقل الهادئ أقوى من أي ضوضاء خارجية