الرسول يوزع المهام في غزوة بدر

بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن الحمد لله على إحسانه والشكر له سبحانه وتعالى على إمتنانه ونشهد بأنه لا إله إلا الله تعظيما لشأنه، وأن محمدا عبده ورسوله داع لرضوانه، وصلي اللهم عليه وعلى آله وخلانه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد لقد خرج رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم والمسلمون من المدينة المنورة في اليوم الثانى عشر من شهر رمضان في السنة الثانية للهجرة، قاصدا عير قريش القادمة من الشام وعندما خرج المسلمون إلى منطقة بدر كلف رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحابي الجليل عبد الله بن أم مكتوم بالصلاة بالناس فى المدينة المنورة، ثم أعاد الصحابي الجليل أبا لبابة الأنصارى من منطقة تسمى الروحاء إلى المدينة وعينه أميرا عليها، وأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم اثنين من أصحابه إلى بدر، وهما عدى بن الزغباء الجهنى وبسبس بن عمرو الجهنى طليعة.

للتعرف على أخبار القافلة، فرجعا إليه بخبرها، وقد كان عدد الصحابة الذين رافقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فى غزوته هذه إلى بدر بضعة عشر وثلاثمئة رجل، وقيل بأنهم ثلاثمئة وتسعة عشرة رجلا، وقيل أن عدد الصحابة البدريين ثلاثمئة وأربعون صحابيا، وقيل هم ثلاثمئة وثلاثة عشر أو أربعة عشر أو سبعة عشر، واحد وستون منهم من الأوس، ومئة وسبعون من الخزرج، والباقي من المهاجرين، وكانت قوات المسلمين في غزوة بدر لا تمثل القدرة العسكرية القصوى للدولة الإسلامية، ذلك أنهم إنما خرجوا لإعتراض قافلة وإحتوائها، ولم يكونوا يعلمون أنهم سوف يواجهون قوات قريش وأحلافها مجتمعة للحرب، فلم يكن معهم إلا فرسان، فرس للزبير بن العوام، وفرس للمقداد بن الأسود الكندى، وكان معهم سبعون بعيرا، ونظرا لقلة عدد البعير مقارنة بعدد المسلمين.

فإن المسلمين كانوا يتناوبون ركوب البعير، فقال ابن مسعود رضى الله عنه، كنا يوم بدر كل ثلاثة على بعير، فكان أبو لبابة وعلي بن أبى طالب زميلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت عقبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالا نحن نمشى عنك، فقال “ما أنتما بأقوى منى، ولا أنا بأغنى عن الأجر منكما” وقد كتم رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر الجهة التي يقصدها عندما أراد الخروج إلى بدر، حيث قال “إن لنا طلبة فمن كان ظهره حاضرا فليركب معنا” وبعد خروج المسلمين من المدينة في طريقهم إلى ملاقاة عير أبي سفيان، وصلوا إلى منطقة تسمى بيوت السقيا خارج المدينة، فعسكر فيها المسلمون، وإستعرض رسول الله صلى الله عليه وسلم من خرج معه فرد من ليس له قدرة على المضى والقتال من جيش المسلمين، ومنهم البراء بن عازب، وعبد الله بن عمر لصغرهما.

وكانا قد خرجا مع جيش المسلمين راغبين وعازمين على الاشتراك فى الجهاد، ودفع رسول الله صلى الله عليه وسلم لواء القيادة العامة إلى مصعب بن عمير العبدرى القرشى، وكان هذا اللواء أبيض اللون، وقسم جيشه إلى كتيبتين، كتيبة المهاجرين، وأعطى علمها علي بن أبي طالب، وكتيبة الأنصار، وأعطى علمها سعد بن معاذ، وجعل على قيادة الميمنة الزبير بن العوام، وعلى الميسرة المقداد بن عمرو، وكانا هما الفارسين الوحيدين في الجيش، وجعل على الساقة قيس بن أبى صعصعة، وظلت القيادة العامة فى يده هو صلى الله عليه وسلم، وفي أثناء سير رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبه، التحق أحد المشركين راغبا بالقتال مع قومه، فردّه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال “ارجع فلن أستعين بمشرك” وكرّر الرجل المحاولة فرفض رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أسلم الرجل والتحق بالمسلمين.