أبشع البدع وأخبثها علي مر العصور

بقلم محمـــد الدكـــروري

الحمد لله الذي جعل محبة محمد صلى الله عليه وسلم من الإيمان، وجعل سنته طريق لدخول الجنان، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له أمر بمحبة النبي العدنان، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله خير من صلى وصام، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الكرام أما بعد عندما نتكلم عن النبي المصطفي صلى الله عليه وسلم فإننا نتحدث عن السراج المنير الذي إمتن الله تعالي به علينا فأنار القلوب بعد ظلمتها وأحياها بعد مواتها وهداها بعد ضلالتها وأسعدها بعد شقوتها، وإننا نتكلم عن الشمس التي أشرقت فعمت بنورها الكون كله ولكن البون بينها وبين شمسنا شاسع جدا فشمسنا تغرب وشمسه صلى الله عليه وسلم تبقى منيرة إلى قيام الساعة، فقال الإمام الطبري رحمه الله ” من الله نور ” يعني بالنور محمدا صلى الله عليه وسلم الذي أنار الله به الحق وأظهر به الإسلام ومحق به الشرك فهو نور لمن إستنار به”
وعن عرباض بن سارية قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إني عبد الله وخاتم النبيين فذكرفيه إن أم رسول الله صلى الله عليه وسلم رأت حين وضعته نورا أضاءت منه قصور الشام، وقال جابر بن عبد الله رضي الله عنه رأيت رسول الله في ليلة أضحيان، أي ليلة مضيئة لا غيم فيها فجعلت أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلى القمر وعليه حلة حمراء فإذا هو أحسن عندي من القمر” رواه الترمذي، وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال لما كان اليوم الذي دخل فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة أضاء منها كل شيء فلما كان اليوم الذي مات فيه أظلم منها كل شيء ولما نفضنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الأيدي وإنا لفي دفنه حتى أنكرنا قلوبنا ” رواه الترمذي، وإن من حقوق نبينا المصطفي محمد صلى الله عليه وسلم وتوقيره وتعظيمه.
هو توقير أزواجه أمهات المؤمنين، وإحترامهن وإكرامهن، وإن من أبشع البدع وأخبثها، ما يفعله الشيعة الروافض، من سب أمهات المؤمنين ورميهن بالسوء والفحشاء، ومن المعلوم أن الشيعة الروافض يطعنون في معظم الصحابة رضوان الله عنهم، ويصبون جام غضبهم، وحقدهم الدفين، وغلهم الخبيث على الصحابيين الجليلين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، وابنتيهما أمهات المؤمنين السيدة عائشة والسيدة حفصة رضي الله عنهما، بل إنهم جعلوا من أهم عقائدهم تكفيرهم، والتقرب إلى الله بسبهم والطعن في أعراضهم، فأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عندهم قبحهم الله، كافرة منافقة، فاجرة داعرة ، كانت تدير شبكة دعارة في المدينة ، وهي البقرة المأمور بذبحها في القرآن، وجاء في كتابهم الصراط المستقيم، أنها أم الشرور وأنها قرن الشيطان الذي تخرج منه الفتن.
وفي كتابهم بحار الأنوار، أنها كانت ممن يكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن بغضها للإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه هو كافي في الدلالة على كفرها ونفاقها، أما السيدة حفصة بنت عمر بن الخطاب فقد جاء في كتابهم الصراط المستقيم ” فصل في أختها حفصة، وقال الصادق كفرت” ويفسرون قول الله تعالى ” ضرب الله مثلا للذين كفروا ” بعائشة وحفصة ويصرحون بنفاقهما وكفرهما، ولا شك أن هذا العمل كفر وردة عن الإسلام، فإن الوقوع في واحدة من أزواج النبي المصطفي صلى الله عليه وسلم فيه من التنقص لقدره، والوقوع في عرضه الشريف، ما يوجب كفر فاعله وردته عن الإسلام ، وأما سب أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها خاصة، فإن فيه إضافة لما ذكر، تكذيبا لأكثر من ثلاث عشرة آية من القرآن، أنزلها الله تعالي في سورة النور.
لبيان طهارتها وبراءتها مما رماها به المنافقون، وقال ابن تيمية رحمه الله بعد أن حكى الإجماع على كفر من قذف السيدة عائشة رضي الله عنها قال والأصح أن من قذف واحدة من أمهات المؤمنين فهو كقذف عائشة رضي الله عنها، فسبحان الله العظيم، أي دين وعقل لهؤلاء؟ وهل هذا هو حق النبي صلى الله عليه وسلم؟ وهل يرضى بذلك؟ أي رجل يرضى بأن يسب أهله أو تقذف زوجته بالسوء؟ وكيف يختار الله تعالي لنبيه امرأة غير شريفة؟ بل كيف يرضى مسلم أن تسبّ أمه السيدة عائشة أو غيرها من أمهات المؤمنين رضي الله عنهن، وتقذف بأبشع التهم؟ ولا يظنن ظان أن هذا الأمر إنما كان عند الروافض الأولين، بل إنه لا يزال عقيدة وعبادة يدين بها مشايخ الرافضة اليوم.