الإفتراء والكذب علي أم المؤمنين عائشة

بقلم محمـــد الدكـــروري

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهدي الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن نبينا وحبيبنا محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ثم أما بعد ذكرت كتب الفقه الإسلامي الكثير عن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها، ولقد قالوا الشيعة والخوارج إفتراء وكذبا بأن الفتنة من بيت عائشة وأنه قام النبي خطيبا فأشار نحو مسكن عائشة فقال ” ههنا الفتنة، ههنا الفتنة، ههنا الفتنة، من حيث يطلع قرن الشيطان ” وهذا الحديث لا غبار عليه وورد في كتاب الوصايا وفرض الخمس من صحيح البخاري، وليس في هذا الحديث ما يدين أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها، ومقصود الحديث أن منشأ الفتن من جهة المشرق وكذا وقع.
كما قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري المعتزلة والقدرية والخوارج والرفض والتشيع والجهمية وغيرهم كثير، والذي يتسنى له زيارة مسجد النبي صلي الله عليه وسلم يلاحظ أن حجرة أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها حيث دفن النبي صلي الله عليه وسلم تقع شرقي المنبر، لا تفصله عنها سوى الروضة الشريفة، وكما يبدو واضحا من خلال أطراف هذا الحديث، أن النبي صلي الله عليه وسلم إنما أراد أهل المشرق، ولم يقصد السيدة عائشة رضي الله عنها بسوء ومن جمع طرق الحديث تبين له ذلك جيدا، والحديث رواه عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، وأطرافه في فرض الخمس، وأما قولهم أشار إلى بيت عائشة فهذا كذب وزور وبهتان، فلم يرد في طرق الحديث أشار إلى بيت عائشة وإنما نحو بيت عائشة، وجاء في رواية عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال.
” رأيت رسول الله يشـير إلى المشرق فقال ” إن الفتنة هاهنا، إن الفتنة هاهنا، من حيث يطلع قرن الشيطان أو قال قرن الشمس ” وفي رواية أخرى قال ذكر النبي صلي الله عليه وسلم ” اللهم بارك لنا في شامنا، اللهم بارك لنا في يمننا” قالوا يا رسول الله وفي نجدنا، قال “اللهم بارك لنا في شامنا، اللهم بارك لنا في يمننا” قالوا يا رسول الله، وفي نجدنا، فأظنه قال في الثالثة “هناك الزلازل والفتن وبها يطلع قرن الشيطان” وقال الخطابي نجد من جهة المشرق ومن كان بالمدينة كان نجده بادية الفرق ونواحيها وهي مشرق أهل المدينة، وأصل النجد ما إرتفع من الأرض وهو خلاف الغور فإنه ما إنخفض منها، وتهامة كلها من الغور ومكة من تهامة ” وعن سالم بن عبد الله بن عمر أنه قال ” يا أهل العراق ما أسألكم عن الصغيرة وأركبكم للكبيرة سمعت أبي عبد الله بن عمر يقول.
” سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الفتنة تجيء من ههنا وأومأ بيده نحو المشرق من حيث يطلع قرنا للشيطان ” رواه البخاري، وكما أن هذا طعن بالنبي المصطفي صلى الله عليه وسلم فبيت عائشة هو بيت النبي صلى الله عليه وسلم وإختار أن يمرض فيه وكانت وفاته بين سحرها ونحرها وفي يومها وفي بيتها وبه دفن” فاللهم أبرم لهذه الأمة أمرا رشدا يعز فيه أهل الطاعة ويذل فيه أهل المعصية، ويؤمر فيه بالمعروف وينهى فيه عن المنكر، اللهم وفق قائدنا لما تحب وترضى وخذ بناصيته للبر والتقوى، اللهم أصلح له بطانته اللهم وفقه لكل خير وبر، واجعله معينا لأوليائك، حربا على أعدائك يا ذا الجلال والإكرام، اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللهم إنا نسألك الجنة ونعوذ بك من النار، اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي في معاشنا، واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر.