شرطة بيت لحم تعزز إجراءات الأمن وتُنظم الحركة المرورية رغم الصعوبات



كتبت علياء الهوارى


رغم التحديات السياسية والأمنية والاقتصادية التي تعيشها محافظة بيت لحم، تُواصل شرطة المحافظة جهودها الحثيثة لحفظ الأمن والنظام العام، إلى جانب تنظيم الحالة المرورية، من خلال خطة طوارئ شاملة وانتشار أمني مدروس يهدف إلى تعزيز شعور المواطنين بالأمان داخل المدينة وفي محيطها الريفي.

حملات ميدانية في الأرياف… وملاحقة المطلوبين
أوضح عميد شرطة محافظة بيت لحم العميد الحقوقي مراد قنداح، أن مهام الشرطة لا تقتصر على الواجبات اليومية المعتادة، مثل تسهيل حركة المرور وتأمين الموقوفين إلى المحاكم، بل تمتد لتشمل حملات أمنية خارج نطاق المدينة، في الأرياف والقرى، وبإسناد كامل من الأجهزة الأمنية الأخرى.
وتشمل هذه الحملات ملاحقة المركبات والدراجات غير القانونية، والعمل على إحضار المطلوبين للعدالة، وتنفيذ ملاحقات في قضايا مختلفة، وضبط المتهمين المتورطين في السرقات أو القضايا المرتبطة بالمخدرات. وقد أدى هذا العمل إلى انخفاض واضح في عدد المركبات غير القانونية، مما انعكس إيجابا على حركة المرور، إذ أشار بعض المواطنين إلى تراجع أزمات السير نتيجة لذلك.
كما أشار العميد إلى أن شرطة المحافظة تعتمد على نظام اتصال واستجابة سريعة من خلال غرفة عمليات تعمل على مدار 24 ساعة، إضافة إلى انتشار مراكز الشرطة في القرى والأرياف، حيث يتم التعامل فورا مع أي بلاغ طارئ، وتقدير الموقف ميدانيا لتحديد ما إذا كان يتطلب إسنادا إضافيا أو تدخلا من جهة اختصاص محددة.
شرطة مجتمعية ترسخ مبدأ الأمن مسؤولية الجميع
وفي سياق تعزيز الشراكة مع المجتمع المحلي، وبتوجيهات من سيادة اللواء علام السقا، تم مؤخرا إنشاء إدارة الشرطة المجتمعية، بهدف ترسيخ مبدأ أن الأمن مسؤولية الجميع. وفي هذا الإطار، تم تشكيل ثلاثة مجالس مجتمعية في المحافظة تضم الهيئات المحلية، وجهات مختصة، ورجال الإصلاح الأهلي، مع تركيز الجهود على طرح الظواهر السلبية على الطاولة والعمل على حلها بشكل فوري.
شرطة بيت فجار: نخدم أكثر من 30 ألف نسمة ونعمل على ترسيخ الشراكة المجتمعية في حفظ الأمن
وحول جهود الشرطة في منطقة الأرياف، قال مدير مركز شرطة بيت فجار جنوب شرق بيت لحم، العقيد الحقوقي محمد أبو علي، إن المركز يقدم خدماته الأمنية والشرطية لأكثر من 30 ألف نسمة، تشمل قرية بيت فجار والقرى المحيطة بها، من خلال ستة مجالس محلية، على مساحة جغرافية تتجاوز 30 ألف دونم.
وأوضح العقيد أبو علي في حديثه أن بعض المناطق الواقعة ضمن نطاق هذه المجالس، خاصة تلك المصنفة “ج”، تقع خارج الاختصاص المباشر لعمل الشرطة، مما يشكل أحد أبرز التحديات الميدانية، خصوصاً عند تنفيذ المهام الأمنية في تلك القرى.
وأشار أبو علي إلى أن العمل اليومي يشمل حفظ الأمن والنظام العام، ومعالجة الظواهر السلبية، مثل الحد من انتشار المركبات غير القانونية، وإقامة الحواجز للتفتيش عن المطلوبين للعدالة، مؤكداً أن: “تنفيذ المذكرات القضائية وإحضار المطلوبين يسهم بشكل مباشر في استعادة حقوق المواطنين وتعزيز الشعور بالأمان”.
وأضاف أن بلدة بيت فجار تُعد منطقة صناعية نشطة، حيث تشهد حركة دائمة للشاحنات، مشيراً إلى أن من بين مهام الشرطة تنظيم حركة المرور في هذه المناطق الصناعية، ورصد شكاوى المواطنين في حال تسببت بعض المصانع بإزعاج ليلي، ومتابعة هذه القضايا مع الجهات المختصة.
وبيّن أن شرطة بيت فجار تنشط أيضاً في قرى مراح رباح، جورة الشمعة، مراح معلى، وادي النيص، وأم سلمونة، حيث يتم التعامل مع البلاغات والاستجابة للإشارات بسرعة في القرى القريبة مثل بيت فجار ومراح رباح، بينما تواجه بعض الصعوبات في التحرك إلى القرى الواقعة خارج الاختصاص.
افتتاح مجلس مجتمعي لتعزيز الشراكة بين الشرطة والمجتمع المحلي
وفي سياق متصل، أعلن العقيد أبو علي عن افتتاح المجلس المجتمعي الرابع في محافظة بيت لحم الخاص بالشرطة، بحضور مدير شرطة المحافظة العميد مراد قنداح، ورؤساء المجالس المحلية للقرى المجاورة للبلدة، وعدد من وجهاء البلدة.

وقال: “هذا المجلس يشكل خطوة مهمة لترسيخ مفهوم المشاركة المجتمعية في العمل الأمني، وتعزيز دور المجتمع المحلي في مواجهة المشكلات والظواهر السلبية”