الحمد لله كما يحب ربنا ويرضى على آلائه ونعمه التي لا تعد ولاتحصى وأشهد أن لا إله الاالله وحده لاشريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيئ قدير، وأشهد أن نبينا وقائدنا وقدوتنا وسيدنا هو محمد ابن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم هو نبيه المصطفى ورسوله المجتبى صلوات ربي وسلامه عليه ماذكره الذاكرون الأبرار وما تعاقب الليل والنهار وعلى صحبه الأخيار وأتباعه الأطهار أما بعد ذكرت المصادر الإسلامية الكثير عن الجنة ونعيمها، وأما عن سماعهم وطربهم ” فهم في روضة يحبرون ” ليس كغناء الدنيا ومعازفها المحرمة، فمن سماعهم غناء الحور العين، يغنين بأجمل الأصوات، ومن سماعهم أن الريح إذا هبت في الجنة هزت غصون الأشجار وحركت أوراقها فتسمع لها أصوات لم تسمع الخلائق مثلها، فإياك أن تحرم هذا السماع بسماع الحرام.
وأما نساء أهل الجنة فلسن كنساء الدنيا، ألم تسمع قول الله تعالى “ولهم فيها أزواج مطهرة” مطهرة من الحيض والنفاس ومن البول والغائط والمخاط والبصاق وسائر الأنجاس، فيا من إنتهك حرمات رب العالمين، إياك أن تبيع الحور العين ببنات الطين، فغض بصرك عن السفور، واحفظ فرجك عن الفجور، وقدم العفة مهرا للحور، حيث قال سبحانه ” وزوجناهم بحور عين” والحوراء الشابة الجميلة البيضاء، شديدة سواد العين، شديدة بياضها، والعيناء واسعة العينين، وقال تعالى “كأمثال اللؤلؤ المكنون” وكما قال تعالي ” كأنهن الياقوت والمرجان” كأن الحورية الياقوت في صفائه، والمرجان في حسن بياضه، وقال سبحانه “فيهن خيرات حسان” خيرات الأخلاق، حسان الوجوه، جمع الله لهن الجمال الحسي والجمال المعنوي، ولكن ما رأيكم؟
لو أن امرأة واحدة من الحور العين أطلت علينا في سمائنا ماذا يحدث في هذا الكون؟ فإستمع إلى الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم وهو يصف هذا المشهد ويقول ” لو اطلعت امرأة من نساء أهل الجنة إلى الأرض لملأت ما بينهما ريحا” أي ما بين المشرق والمغرب يعج بريحها الطيب، قال “ولأضاءت ما بينهما ” فليس لأنوار الأرض مكان، وليس للشمس مكان عند نور الحورية” قال “ولنصيفها على رأسها” أي خمارها، خير من الدنيا وما فيها” رواه البخاري، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” للرجل من أهل الجنة زوجتان من الحور العين، على كل واحدة سبعون حلة، يرى مخ ساقها من وراء اللحم ” رواه أحمد، ولو ضحكت في وجه زوجها لأضاءت الجنة من نور مبسمها ولو بزقت في ماء البحر؟
لجعلته عذبا زلالا من حلاوة لعابها، ينظر إلى وجهه في خدها أصفى من المرآة، وقال الإمام ابن القيم رحمه الله وإذا بدت في حلة من لبسها، وتمايلت كتمايل النشوان، تهتز كالغصن الرطيب وحمله، ورد وتفاح على رمان، وتبخترت في مشيها ويحق ذاك لمثلها في جنة الحيوان، حتى إذا ما واجهته تقابلا، أرأيت إذ يتقابل القمران، فسل المتيم هل يحل الصبر عن ضم وتقبيل وعن فلتان، وسل المتيم كيف حالته وقد ملئت له الأذنان والعينان، من منطق رقت حواشيه ووجه كم به للشمس من جريان، وتدور كاسات الرحيق عليهما بأكف أقمار من الولدان، يتنازعان الكأس هذا مرة والخود اخرى ثم يتكئان، فيضمها وتضمه أرأيت معشوقين بعد البعد يلتقيان، فاللهم إنا نسألك رضاك والجنة ونعوذ بك من سخطك والنار ونسألك الجنة وما قرب إليها من قول وعمل، ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول وعمل، برحمتك يا أرحم الراحمين.