المنافقات لا يدخلن الجنة

بقلم محمـــد الدكـــروري

الحمد لله شرح صدور المؤمنين فانقادوا لطاعته، وحبب إليهم الإيمان وزينه في قلوبهم، فلم يجدوا حرجا في الاحتكام إلى شريعته، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وصحبه، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد اعلموا أن الحجاب طال فيه الكلام كثيرا من الوعاظ والشيوخ وغيرهم وليست تتعظ إلا القليلات، ولنلقي نظرة على الوطن العربي الإسلامي، الحجاب فيه في أشد مستويات الغربة والله المستعان، فأقول الحجاب وأقصد به حجاب المرأة المسلمة، حجاب السيدة عائشة وفاطمة وأسماء رضي الله عنهن، وليس ما يوصف بأنه حجاب مثل عباءة الكتف، فهناك تساهل عظيم بالحجاب وتبرج وسفور قويين، فكشف للوجوه وإظهار للزينة ونقاب محرم ولبس البنطلونات والضيق والقصير.

والشفاف والتشبه بالرجال، بل وبالفاسقات والكافرات، فأزياء وموضات وروايات ومجلات وفتن وشبهات، أينما تولوا فثم المغريات، فلا تميز البلد الإسلامي من الغربي، بل والأجل من ذلك، هو إختلاط فظيع في الأسواق والمحلات والمدارس والجامعات وفي كل مكان، لا تسلم منه إلا من مكثت ببيتها وغضت بصرها ودعت ربها رب استرني، رب عافني، يارب أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى، فهل مثل من تزاحم الرجال في ميادين عملهم بلباس مخالف تريد الجنة؟ فهل مثل هذه تريد أن تسبق الحور العين في الجنان، وتتباهى عليهن بعدم تعبهن ونصبهن في حياتهن؟ فمن يعمل السوءى سيجزى مثلها، أو يعمل الحسنى يفز بجنان، فكيف بمن تقول نحن مسلمات متحجبات، وإذا بإحدانا ترتدي العباءة الفرنسية ثم تقول أسعى للفردوس الأعلى، أنى لها؟

وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم “صنفان من أهل النار لم أرهما بعد” ذكر منهما “ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا”؟ فهل تريد التبرج في الدنيا والجنان في الآخرة، فكيف يجتمع لها ذلك؟ فيقول النبي صلى الله عليه وسلم ” وشر نسائكم المتبرجات والمتخيلات وهن المنافقات لا يدخلن الجنة إلا مثل الغراب الأعصم” فعلينا بالتضحية، فمن ترك شيئا لله عوضه خيرا منه، فلنضحي بالتبرج والسفور، ولو أنهما ممقوتان أصلا بالفطرة النقية، ولنتقي الله في أنفسنا، ونقول تبنا يارب من التبرج ولن نكون أعوانا للغرب والكفار على المسلمين أبدا، ولتقول الآن كل واحدة منكن بحق أنا جوهـرة مصونة لست إمعة مرهونة، أسعى للفردوس الأعلى لا أرضى أبدا بدونه.

فهل تؤمنون بالموت؟ وهل تؤمنون بالقبر؟ وهل تؤمنون باللحد؟ وهل تؤمنون بمسائلة منكر ونكير؟ وهل تؤمنون بوقوف الخلائق عند الله يوم القيامة؟ وهل تؤمنون بالصراط أدق من الشعرة وأحد من السيف، وعلى جنباته كلاليب جهنم؟ وهل تؤمنون بأن العباد يمرون عليه كالبرق الخاطف، أو كأجاويد الخيل، أو كمشي الرجال، أو كمن يحبو حبوا؟ وهل تؤمنون أن من الناس من تدركه كلاليب جهنم فتخطفه إلى النار، فتهوي به إلى مكان سحيق؟ نعم نؤمن بهذا كله، فأين الإستعداد له يا عباد الله؟ بكاء ساعة، بكاء لحظة، تأثر لحظات، ثم نعود بعد ذلك لندير المذياع على اللهو، لنفتح الشاشة على صور النساء، لنخرج ذاهبين آيبين لا نفكر هل إلى معصية الله، أم إلى طاعة الله، فهل من عودة يا عباد الله؟ هل من توبة يا عباد الله؟ إستعدوا لهذا المطاف، وإستعدوا لهذه الخاتمة، فما أسرع ما نقدم على هذه الآخرة