البرامج التأهيلية لتربية الأطفال


بقلم محمد الدكروري


الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وإمتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيماً لشأنه سبحانه وأشهد أن نبينا محمدا عبد الله ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وإخوانه، أما بعد ذكرت المصادر الكثير عن البرامج التأهيلية لتربية الأطفال في مراحلها الأولي من التعليم، وأما عن مستويات البرامج التأهيلية، فالمستوى الأول هو الممارس المعتمد ويتم التأهيل له من خلال دورة مدتها واحد وعشرون يوما بواقع ست ساعات يوميا، ويهتم علم نفس النمو بدراسة سلوك الطفل ونموه في كافة مظاهر النمو جسميا وعقليا وإجتماعيا وإنفعاليا، بحيث يحقق مطالب نموه ويحقق ذاته فيستفيد ويفيد المجتمع والإنسانية، وكثرت الدراسات في علم نفس الطفولة لدرجة جعلت الطفل محورا لإهتمام الأسرة والمدرسة والمجتمع.

وقد وجه علم النفس وعلم التربية إهتماما للتلميذ العادي على مدى فترة طويلة من الزمن، ثم إتجه الإهتمام إلى كل من المتفوقين والمتخلفين دراسيا لدراسة الشخصية والخصائص والأسباب وحل المشكلات وعلاجها، وأما عن تعريف التأخر الدراسي هو حالة تخلف أو تأخر أو نقص في التحصيل لأسباب عقلية أو جسمية أو إجتماعية أو إنفعالية بحيث تنخفض نسبة التحصيل دون المستوى العادي المتوسط بأكثر من إنحرافين معياريين سالبين، وكما أن هناك تعريف آخر حيث يعرف التأخر دراسيا على أساس إنخفاض الدرجات التي يحصل عليها التلميذ في الإختبارات الموضوعية في المواد الدراسية، وأما عن أنواع التأخر الدراسي، فهناك التأخر الدراسي العام في جميع المواد الدراسية، ويرتبط بالغباء حيث تتراوح نسبة الذكاء بين سبعين وثمانين بالمائة.

وكما أن هناك التأخر الدراسي الخاص في مادة أو مواد بعينها فقط كالحساب مثلا ويرتبط بنقص القدرة، وكما أن هناك التأخر الدراسي الدائم، حيث يقل التحصيل عن مستوى قدرته على مدى فترة زمنية طويلة، والتأخر الدراسي الموقفي الذي يرتبط بمواقف معينة حيث يقل تحصيل التلميذ عن مستوى قدرته بسبب خبرات سيئة مثل النقل من مدرسة لأخرى أو موت أحد أفراد الأسرة أو المرور بخبرة انفعالية حادة، وكما ان هناك التأخر الدراسي الحقيقي وهو تأخر قاطع يرتبط بنفس مستوى الذكاء والقدرات، والتأخر الدراسي الظاهري وهو تأخر زائف غير عادي يرجع لأسباب غير عقلية ويمكن علاجه، وأما عن أبعاد مشكلة التأخر الدراسي، فإن التأخر الدراسي مشكلة متعددة الأبعاد، فهو مشكلة نفسية وتربوية وإجتماعية يهتم بها علماء النفس والمربون.

والأخصائيون الإجتماعيون والآباء، وإن تخلف بعض التلاميذ دراسيا وعجزهم عن مسايرة أقرانهم تحصيليا قد يثير لديهم العديد من الإضطرابات النفسية ومظاهر السلوك غير السوي، كما أن تخلف التلميذ دراسيا يثير القلق لدى الوالدين، كذلك فإن التخلف الدراسي ينعكس أثره إجتماعيا في صورة ميزانيات تهدر دون عائد يذكر، وإذا كان التخلف الدراسي مشكلة بصفة عامة، فهو مشكلة أساسية في المرحلة الإبتدائية بصفة خاصة، ذلك لأنها المرحلة الأولى من مراحل التعليم الأساسي التي تستوعب معظم الأطفال الذين نجدهم بالنسبة للقدرة العقلية العامة والتحصيل يتوزعون توزيعا إعتداليا، أي أننا نجد بينهم مالا يقل عن اثنين أو ثلاثه من المتخلفين دراسيا، هذا بالإضافة إلى أن المرحلة الإبتدائية تمثل إحدى مراحل النمو النفسي الهامة.