بقلم محمـــد الدكـــروري
إن الحمد لله، نحمده ونستغفره ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، روي عن عبد الله بن عباس عن عمر رضي الله عنهم أجمعين قال كنت أنا وجار لي من الأنصار في بني أمية بن زيد وهي من عوالي المدينة وكنا نتناوب النزول على رسول الله صلى الله عليه وسلم ينزل يوما وأنزل يوما فإذا نزلت جئته بخبر ذلك اليوم من الوحي وغيره وإذا نزل فعل مثل ذلك فنزل صاحبي الأنصاري يوم نوبته فضرب بابي ضربا شديدا فقال أثم هو ففزعت فخرجت إليه فقال قد حدث أمر عظيم قال فدخلت على حفصة فإذا هي تبكي فقلت طلقكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت لا أدري ثم دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم فقلت وأنا قائم أطلقت نساءك قال لا فقلت الله أكبر” ثم أما بعد
نعيش في هذه الأيام ذكري عطرة طيبة وهي ذكري ميلاد الحبيب المصطفي محمد صلي الله عليه وسلم، وعن العباس رضي الله عنه قال ” كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس بالخير، وكان أجود ما يكون في رمضان، حين يلقاه جبريل وكان جبريل عليه السلام يلقاه كل ليلة في رمضان حتى ينسلخ، يعرض عليه النبي صلى الله عليه وسلم القرآن، فإذا لقيه جبريل عليه السلام كان أجود بالخير من الريح المرسلة” رواه البخاري، وعن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت “كان النبي صلى الله عليه وسلم يأتيني، فيقول أعندك غداء؟ فأقول لا، فيقول إني صائم، قالت فأتاني يوما، فقلت يا رسول الله، إنه قد أهديت لنا هدية، قال وما هي؟ قالت قلت حيس وهو طعام من الدقيق، واللبن، والسمن قال أما إني قد أصبحت صائما، قالت ثم أكل” رواه الترمذي.
ولأن الكلام من وحي الله العليم الخبير، فلقد أخبر النبى صلى الله عليه وسلم بالواقع تماما، ففتحت البلاد وفق إخباره صلى الله عليه وسلم، ففتحت اليمن والشام، ثم فتحت العراق، وحدث تفرق الناس في هذه البلاد، لما فيها من السعة والرخاء، ولو صبروا على الإقامة بالمدينة لكان خيرا لهم، حتى الذين رأوا تلك البراهين في زمان النبى محمد صلى الله عليه وسلم وادعوا أنها من قبيل السحر والكهانة وادعوا على القرآن بأنه من قبيل الشعر، حتى هؤلاء وإن قالوا ذلك، فإنهم قالوه ليس إلا لرفض ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم، ويتضح ذلك في كلام النضر بن الحارث الذي يقف بين قومه ويقول “يا معشر قريش، إنه والله قد نزل بكم أمر ما أتيتم له بحيلة بعد، قد كان محمد فيكم غلاما حدثا، وأرضاكم فيكم، وأصدقكم حديثا، وأعظمكم أمانة.
حتى إذا رأيتم في صدغيه الشيب وجاءكم بما جاءكم به قلتم ساحر، لا والله ما هو بساحر، لقد رأينا السحرة ونفثهم وعقدهم، وقلتم كاهن، لا والله ما هو بكاهن، قد رأينا الكهنة وتخالجهم وسمعنا سجعهم، وقلتم شاعر، لا والله ما هو بشاعر، قد رأينا الشعر وسمعنا أصنافه كلها هزجه ورجزه، وقلتم مجنون، لا والله ما هو بمجنون، لقد رأينا الجنون فما هو بخنقه ولا وسوسته ولا تخليطه، يا معشر قريش، فانظروا في شأنكم فإنه والله لقد نزل بكم أمر عظيم” ومن المعلوم أنه حين ولد النبي صلى الله عليه وسلم سماه جده عبدالمطلب “محمدا” وجاء في القرآن الكريم تسميته على لسان المسيح عليه السلام “أحمد” وقد عرف قبل النبوة بالأمين، وعن جبير بن مطعم ر ضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “لي خمسة أسماء أنا محمد، وأحمد، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي، وأنا العاقب” متفق عليه.