الإلتفات إلى الدين وإلى الأسرة

بقلم  محمـــد الدكـــروري

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له لاند له ولا شبيه ولا كفء ولا مثل ولانظير وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وصفيه وخليله وخيرته من خلقه وأمينه على وحيه أرسله ربه رحة للعالمين وحجة على العباد أجمعين وصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين وأصحابه الغر الميامين ما ذكره الذاكرون الأبرار وما تعاقب الليل والنهار فهو صلى الله عليه وآله وسلم أفضل من صلى وصام ووقف بالمشاعر وطاف بالبيت الحرام فصلوات الله وسلامه عليه وعلى من تبعه بإحسان إلى يوم الدين ثم اما بعد لقد كتب كثير من علماء الإجتماع في إصلاح المجتمع، وقد أغفل هؤلاء عمدا الإلتفات إلى الدين وإلى الأسرة.

مع أن هذه الكتب شكت بعد الناس عن الله تعالي، ولمسوا بكل وضوح خراب الأسر وتفككها لا سيما في المدن التي تقدمت صناعيا إذ كانت الصناعة سببا لأن تكون المدن أخلاطا من مختلف بلاد العالم، فتفككت عرى الأسر، وأضحى الإنسان أقرب إلى الحياة الإنفرادية من أن يندمج مع أخيه أو أبيه، أو أقربائه، وهذا الإنسان التائه والذي لا يجد الأسرة التي يلتجا اليها، ولا يعرف الله تعالي فيتجه مثلا إلى بيت من بيوته في شدته لعله يجد بعض الطمأنينة، وهذا الإنسان المعاصر أخذ يلجأ إلى الطبيب وهو يعلم أن الطبيب لا ينفعه لمعالجة أزمته النفسية، وليس عنده علاجا شافيا، نعم يذهب إلى الطبيب لأنه لا يجد في الميدان أو الساحة أحدا غيره، فإن ضنك العيش هو سبب الإعراض عن الله تعالي وعن كتاب الله عز وجل وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ولقد إهتم الإسلام بالإنسان فكرمه ونعمه، وقد جعله الله أمة وحده متميزا عن سائر المخلوقات وسخر له ما في السموات وما في الأرض وحمله مسؤولية إعمار الأرض وجعل له الجنة جزاء إن أحسن الأعمار، والإنسان يحتاج إلى التعليم وإلى الهدى ولذلك بعث الله تعالي الأنبياء والرسل معلمين للناس، والشرائع التي إرتضاها الله تبارك وتعالى، وجاءت رسالة الحبيب المصطفي محمد صلى الله عليه وسلم خاتمة للرسالات، وجاء هو خاتم الرسل هذه الرسالة جاءت عامة ووافية وكافية، وإستوعبت لجميع الأغراض والمجالات المختلفة إلى يوم الدين، والفرد المسلم هو من أسرة وعائلة مسلمة قد تربى على الإسلام فهو مصدر إشعاع ونور لهذا الصرح العالي الشامخ، وعند ذلك يكون المجتمع صالحا، والإنسان لا بد من أن يواجه المتاعب والفتن والإبتلاء والآلام والمصاعب.

والناس أمام مشاكلهم على مراتب، فهذا قسم يخطط لمستقبله ليقلل المشاكل، فيربي أولاده وفق منهج معين، ويدخلهم المدارس ويأخذ بهم نحو الأفضل، وقسم أخر لا يخططون بل يكونون مع التيار، فان أصابتهم مصيبة أو حلت بهم كارثة، أو وقعوا في معضلة بادروا بحلها ومعالجتها ولا يخفى ما في ذلك من ارتجال ونقص، أما القسم الثالث فهم من لا يبالي أبدا وهؤلاء لا يلتفتون لحل مشاكلهم جديا بل يهملونها، ويتركون الحل للزمان مهما كانت النتائج، وهنا يسأل سائل لماذا تحدث المشكلة في أسرنا ومجتمعاتنا؟ نعم تصيب الناس المتاعب لإهمالهم السنن أو لغفلتهم مثلا إهمال الأسرة تأديب الولد، فيصبح عالة على الأسرة ويجلب لهم المشاكل، والإعراض عن أمر الله يعرض الإنسان إلى العقوبة، وتكون العقوبة عامة وشاملة، حيث قال تعالى “وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا”