الخلاف في كون عائشة أفضل من فاطمة

بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هديُ محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، أعاذنا الله وإياكم وسائر المسلمين من النار، ومن كل عمل يقرب إلى النار، اللهم آمين، ثم أما بعد ذكرت كتب السيرة النبوية الشريفة الكثير عن أمهات المؤمنين رضي الله عنهن، ومنهن هي السيدة عائشة رضي الله عنها، وكان من فضائلها أن النبي صلى الله عليه وسلم لما لحق بالرفيق الأعلى كان في بيتها وبين سحرها ونحرها وكان مسندا ظهره إلى صدرها وجمع الله بين ريقه وريقها.

في آخر ساعة من ساعاته في الدنيا وأول ساعة من الآخرة ودفن في بيتها، وعن عائشة قالت ” أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما كان في مرضه جعل يدور بين نسائه ويقول ” أين أنا غدا ؟ ” حرصا على بيت عائشة وإستبطاء ليوم عائشة فلما كان يومي قبضه الله بين سحري ونحري ” وقيل إن لأم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها تأثيرها في آخر الإسلام، فلها من التفقه في الدين وتبليغه إلى الأمة، وإنتفاع بنيها بما أدت إليهم من العلم ما ليس لغيرها ” وأما المفاضلة بين السيدة عائشة والسيدة فاطمة يقول العلامة ابن القيم رحمه الله ” الخلاف في كون عائشة أفضل من فاطمة أو فاطمة أفضل إذا حرر محل التفضيل صار وفاقا، فالتفضيل بدون التفصيل لا يستقيم فإن أريد بالفضل كثرة الثواب عند الله عز وجل فذلك أمر لا يطلع عليه إلا بالنص.

لأنه بحسب تفاضل أعمال القلوب لا بمجرد أعمال الجوارح، وكم من عاملين أحدهما أكثر عملا بجوارحه والآخر أرفع درجة منه في الجنة وإن أريد بالتفضيل بالعلم فلا ريب أن عائشة أعلم أنفع للأمة وأدت إلى الأمة من العلم ما لم يؤد غيرها وإحتاج إليها خاص الأمة وعامتها وإن أريد بالتفضيل شرف الأصل وجلالة النسب فلا ريب أن فاطمة أفضل فإنها بضعة من النبي صلى الله عليه وسلم وذلك اختصاص لم يشركها فيه غير أخواتها وإن أريد السيادة ففاطمة سيدة نساء الأمة وإذا ثبتت وجوه التفضيل وموارد الفضل وأسبابه صار الكلام بعلم وعدل وأكثر الناس إذا تكلم في التفضيل لم يفصل جهات الفضل ولم يوازن بينهما فيبخس الحق وإن انضاف إلى ذلك نوع تعصب وهوى لمن يفضله تكلم بالجهل والظلم ” ومن أمهات المؤمنين هي السيدة سودة بنت زمعة رضي الله عنها.

وقال الإمام الذهبي ” هي أول من تزوج بها النبي صلى الله عليه وسلم بها النبي بعد خديجة وإنفردت به نحوا من ثلاث سنين أو أكثر حتى دخل بعائشة وكانت سيدة جليلة نبيلة وهي التي وهبت يومها لعائشة رعاية لقلب رسول الله صلى الله عليه وسلم” ومن حرصها على إبقاء في عصمة النبي صلى الله عليه وسلم أنها آثرت يومها للسيدة عائشة رضي الله عنها إيثارا منها لرضاه عليه الصلاة والسلام وحبا في المقام معه لتكون من أزواجه في الدنيا والاخرة، فكان النبي يقسم لنسائه ولا يقسم لها وهي راضية بذلك مؤثرة رضى رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله عنها، فاللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين، اللهم انصر المجاهدين في سبيلك في كل مكان، اللهم انصرهم على عدوك وعدوهم يا ذا الجلال والإكرام، اللهم انصر إخواننا المسلمين المستضعفين في كل مكان، اللهم اجعل الدائرة على أعدائك يا قوي يا عزيز، يا جبار السموات والأرض.