لا يجوز حل السحر بالسحر

بقلم محمـــد الدكـــروري

الحمد لله ولي من اتقاه، من اعتمد عليه كفاه، ومن لاذ به وقاه، أحمده سبحانه وأشكره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وحبيبه وخليله ومصطفاه، صلى الله وبارك عليه، وعلى آله وصحبه، ومن دعا بدعوته واهتدى بهداه، أما بعد لقد حذرنا الإسلام من أضرار السحر، حيث أن أضرار السحر لا تعد ولا تحصى، فمنها التفريق بين الزوجين، والوالد وولده، ونشر الفتن بين الأسر أو المجتمع، والقتل أو تخريب الأموال، أو الجنون، أو طرد الشخص من بلده، أو منع الشخص من الرجوع إلى بلده، أو منع الزوج من الوصول إلى زوجته، وإذا كان الله سبحانه وتعالى سمى علم السحر كفرا، فلا شك أن يكون عمل السحر كفرا، وقد إختلف العلماء في حكم الساحر على عدة أقوال، فيرى جمع من العلماء القتل دون إستتاب.

إذ إن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه أمر بقتل جميع السحرة، ومن يستتاب أولا فإن أبى قتل، ومنهم من يرى أن يرجع إلى ولاة الأمر فإن كان يُقتل قُتل، وإن كان فاعله لا يقتل ينظر الوالي ما يستحقه، والرسول المصطفي صلى الله عليه وسلم عفا عن الساحر الذي سحره وهو لبيد بن الأعصم، ولكن يا ترى ما هو السحر؟ وكيف يكون الساحر ساحرا؟ وماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم عن الذي يطرق أبواب السحرة والمشعوذين؟ وكيف للمسلم أن يتحصّن من شر السحر والسحرة؟ فالسحر في لغة العرب هو صرف الشيء عن حقيقته إلي غيره، وفي الاصطلاح كما قال ابن قدامة رحمه الله هو عقد ورقي وكلام يتكلم به الساحر أو يكتبه أو يعمل شيئا فيؤثر في بدن المسحور أو قلبه أو عقله من غير مباشرة للمسحور، وإن أول من جاء بفكرة السحر والتخيل.

والخداع والتمويه هو إبليس لعنة الله عليه، حيث خدع أبانا آدم عليـه الصلاة والسلام بأكل الشجرة، وعلل بأنه متى أكل هذه الشجرة يخلد في الجنة، ولن يفنى مُلكه ولن يبلى، حيث قال الله تعالى حاكيا على لسانه ” فوسوس إليه الشيطان قال يا آدم هل أدلك علي شجرة الخلد وملك لا يبلي ” واعلموا يرحمكم الله أنه لا يجوز حل السحر بالسحر، كما أفتى بهذا العلماء والأئمة، إلا من شذ عنهم من أصحاب الفتاوى الشاذة، وقال الشيخ إبن باز رحمه الله ” وأما علاجه بعمل السحرة الذي هو التقرب إلى الجن بالذبح أو غيره من القربات فهذا لا يجوز، لأنه من عمل الشيطان بل من الشرك الأكبر، فالواجب الحذر من ذلك، كما لا يجوز علاجه بسؤال الكهنة والعرافين والمشعوذين وإستعمال ما يقولون لأنهم لا يؤمنون، ولأنهم كذبة فجرة يدعون علم الغيب ويلبسون على الناس.

وقد حذر الرسول صلى الله عليه وسلم من إتيانهم وسؤالهم وتصديقهم، وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سئل عن النشرة فقال هي من عمل الشيطان” رواه الإمام أحمد، والنشرة هي حل السحر عن المسحور ومراده صلى الله عليه وسلم بكلامه هذا النشرة التي يتعاطاها أهل الجاهلية، وهي سؤال الساحر ليحل السحر، أو حله بسحر مثله من ساحر آخر، أما حله بالرقية والتعوذات الشرعية والأدوية المباحة فلا بأس بذلك، وإن واجب الأب والأم مسح هذه القنوات من جهاز الإستقبال وغيرها من القنوات السيئة، والإكتفاء بالنافع، فاتقوا الله أيها الآباء والأمهات فالكفر والسحر يعرض في في بيوتنا إلا ما رحم الله، أين التوحيد يا أهل التوحيد، وعلى العلماء وطلاب العلم تحذير الناس من هذه القنوات ومن الإستماع إليها ومشاهدتها فضلا عن الاتصال بها.